samedi 20 octobre 2012

جلسة شاي


عند المدخل، ترام إلى نفسه أنين العود وأنغام الناي ونبرة صوت شرقي رخامي الصفاء سارح في آهاته، وزكمت أنفه الدقيق رائحة خفيفة غريبة لم يستطع تحديد مذاقها و لونها إذا اتفق أن  للروائح مذقات وألوان، أحسها تجري في خياشهمه خفيفة كأنها السلام ثم يسري في عروقه إلى جسده كله كأنها الرحمة تتسلل إلى نفسه المرهقة، حددها في قرارة نفسه وفي باطن دهنه بشكل لا يقبل الشك ولكن ذلك الشيء الذي في دهنه يبقى غامض، أجل إنه يعرفها  ولكن ليس في مقدوره تسمية تلك النفحة الغريبة  التي ينطق بها جسمه كله وينتشي بها وجوده، وليس في مقدوره أن  يربطها بطعام أو شراب أو نبات أو شيء من الأشاء التي لها روائح، انتابه قلق خفيف أنساه إلقاء السلام بل انساه أنه غريب أو أنه ضيف في غرفة لم يكن قد دخلها من قبل وإن كان بصحبة صديقه الذي تقدمه بخطوتين وأخد مجله على السرير، ثم دهمه عقله وتنبه لوقفته المحرجة وكانوا يحدقون إليه كأنما يفهمون ارتباكه وينتظرون ما يؤول إليه، فحملق بعينيه في جو الغرفة الملبد بغلالة ضبابة مشبعة بأنفاس السجائر والسباسي ولفائف الحشيش يبحث عن صديقه بين الأشباح الثلاثة الهادئة تحت ضوء ضعيف ضاعفت ضعفه غشاوة الدخان، وقرر أن ينهي الموقف بسرعة قبل أن يصبح محرجا فعلا فجمع ذاته وقال في ما يشبه الهتاف :
ـ لسلام عليك..........!!
فردت أصوات ثلاثة:
ـ وعليكم السلام ورحمة الله تعالى.....
وانفرد صوت شاب مليح أضفت عليه بحة الرجولة هبة ووقار مرحبا:
ـ أهلا وسهلا، شرفة الجلسة ......
تقدم خطوتين ومد يده بالسلام ثم عاد لوقفته كأنه ينتظر تصريحا بالجلوس فعاد الصوت المليح كأنه يلقي موالا:
 ـ تفضل اجلس هنا أو هناك أو حيث شئت، تصرف كأن الدار دارك ..!!
فتناول الكرسي الخشبي الصغير وهم بالجلوس فقال الصوت المليح:
ـ لا تعجبني تلك الجلسة إنها تتعبني رغم أن جالسها غيري ..... تفضل والقي بنفسك هناك على الأريكة وأرح نفسك.
فأدععن بتسليم وجلس على نصف السرير الفارغ إلى جانب شخص لم يتبين ملامحه بدقة بعد لكنه تبين صوته الحاد يقول أهلا وسهلا، وأعاد تركيب نفسه من جديد واستأنس بمناخ الغرفة وتبين الوجوه الجديدة، إلى جانبه شاب طويل القامة بدى لطوله ميال إلى النحافة، مقصر شعر  رأسه حتى كاد يبدو حليقا، ضيق الوجه دقيق الأنف يشي صوته الحاد بالحرارة وتشي ملامحه بقوة الشخصية وطيبوبة صادقة، على السرير المقابل يجلس صديقه إلى جانب شاب مفتوح الصدر عريض المنكبين، معتدل القامة أبيض البشرة أسود الشعر كثيفه طويله، كث الشارب مهدب اللحية، عرف من توه أنه صاحب الصوت المليح المرحب، وعادت الغرفة إلى صمتها المترقب فقال صديقه:
ـ بدأت الطقوس ....؟؟
فرد الصوت المليح :
ـ بضعة أنفاس لتبخير المكان وطرد الشيطان.....
وقال الصوت الحاد:
ـ فلنفتتح المهرجان على شرف الضيف الكريم.
فرد صديقه:
ـ على بركة الله يا شباب ... لا وقت لدينا للرسميات.
وأخد صاحب الصوت المليح صندوقا خشبيا مزخرفا متوسط الحجم وأخرج منه سبسيا خيزرانيا أنيق وركب فصيه ثم ركب على رأسه الشقف بإحكام ثم قلبه ونظر إليه  في حب وبشاشة ونفخ فيه مرتين كأنه يطمئن على صحته، ثم أخرج جوربا ـ المطوي ـ جلديا أسود صغير وتفحصه بعينيه وحل عقدته وجرب بأصبعه جودة تقصيصة الكيف ثم قربه من أنفه وتأوه بسعادة وقال متباهيا:
ـ هذا السبسي وهذا المطوي كان من معلمي، هو الذي علمني تقصيص الكيف وتدريحه وتعديل لفافة الحشيش وعلى يده تعلمت صناعة السعادة، وعندما اتقنت الصنعة قدم لي هذا السبسي وهذا المطوي شهادة تخرج.
فقال الصوت الحاد:
ـ نعم المعلم ونعم التلميذ ...
وجاء صوت صديقه:
ـ قف للمعلم ووفيه التبجيلا ..... كاد المعلم أن يكون رسولا.
وركبته راحة لينة واستحلا الحديث وساوره شيء من الغموض واستعد لجلسة ممتعة.
وأخد صاحب الصوت المليح السبسي وعمر تعميرة وولع وأخد نفس طويل ونفث سحابة متموجة ارتفعت حتى لامست المصباح وهو ينظر إليها في نشوة وندت عنه آهة النشوة ونادى:
ـ الله الله ......
وسمر قليل ثم أخد وأخد نفس وآخر ثم نفث في لدة ، وقال:
ـ قدس الله سركا يا معلمي...
فقال الصوت الحاد:
ـ قدس الله سر معلمك إذا رحمتنا بنفس إننا نختنق
فقال الصوت المليح:
ـ لا تستعجل المتعة دعها تأتي على رسلها فإنها كالمرأة لو ألححت عليها نفرت
فقال صوت الصديق:
ـ صه لا تذكروا على النساء ورأسي فارغ ...!!
ودار السبسي دورته الأولى وتعالت سحائب الدخان وتلولبت خيوطه مشكلة أشكال غريبة كأنها نقوش لوجوه أشباح ضاربة في القدم والغموض، وبدأت الرحلة، ورقص الخيال، وسرت المتعة في الأوردة والشرايين والعروق، وتعالت الضحكات المجلجلة.
وتنبه الصديق كأنه تذكر شيء بالغ الأهمية كان قد غاب تماما من ذاكرته فقال متسائلا متحيرا:
ـ انظروا يا أهل الحكمة ماذا يقال عنى وماذا نحن في نظرهم ...
فتساءل الصوت المليح باستغرابك:
ـ وهل هناك غيرنا في الوجود... نحن أسياد الكون، نحن الملك ونحن الرعية ونحن الوطن والسلام، لا وجود للوجود خارج الغرفة، لا وجود للخارج، أنك لو اردت الخروج من باب الغرف سافرت دهرا كاملا تم عدت لتجلس مكانك بجانب ضيفنا الكريم.
وتعلقت به العيون، وكان يلوح بيده اليسرى كأنه يلقي خضابا فلما انتبه لهم أوقف يده في موضعها برهة وحدق بهم ثم تساءل:
ـ  ماذا كنتم تسمعون ؟؟
فقال صوت الصديق والصوت الحاد معا:
ـ لقد نسيتَ ...
فختم:
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله.
ورفع الثلاثة أكفهم بالدعاء:
ـ اللهم ارحم الشهداء والصالحين والصدقين والتابعين وتابعي التابعين بالإحسان إلى يوم الدين ...آمين آمين .
وساد الخشوع برهة من الزمن .... ولكنه لم يتخلص من مما قال صديقه رغم غرابة المشهد، ألح عليه الفضول فتوجه لصديقه:
ـ ماذا قالوا يا ترى فيكم ...؟؟
فرد صوت صديقه في شيء من الحزم:
ـ ألم تسمع أنه قال إنهم لا يوجدون ....!!
وركبه الإلحاح فألح:
ـ أجل إنهم لا يوجدون ... قالوا شيئا ما وهم الان لا يوجدون !!
فضحك الصوت المليح وضرب بيد بالأخرى ومال وأنهى ضحكته بموال طول وقال مشيرا إلى الضيف:
ـ لقد حلت به البركة الحشيش ...... ههههه ..... هذا رجل تخلص من عقله
ثم قام وصافحه قائلا:
ـ مبارك نعمة الجنون ...
وعاد إلى مجلسه وتناول السبسي من جديد وقال:
ـ ينقصنا كأس شاي مجنون.
فقام صاحب  الصوت الحاد وما كاد يقوم حتى كاد يسقط لولى أنه اتكأ على حافة السرير، ثم تحامل وقال سأجن لكم كأسا على شرف الضيف، ولولا الضيف لما تأتت لي القدرة على النهوض من مجلسي، وأخد الإبريق ليملأه ماء ويضعه علة النار قرب الباب ...
وقال صديقه:
ـ تخيلوا يا جماعة ما قال فينا العقلاء...لقد كتبوا على الفيسبوك أننا محبوسين في  الأهواء والشهوات  ومرهونينين في دخان الحشيش !!
وضحك الجميع في حبور وعلق الصوت المليح:
ـ وهل ينتظر من عاقل غير هذا الكلام ...
ثم تساءل لماذا الشعوب العربية تحقق أرقام قياسية في استهلاك الفايسبوك على عكس الأربيين والأمريكيين والفرنسيين ؟
فقال صوت الصديق:
ـ لأننا لم نتحرر بعد، لم نتكلم منذ قرون، لم نخرج من جسدنا بعد...
فرد الصوت المليح:
ـ أو ربما لأنهم لا يدخنون الحشيش... فلو داقوا هاته النعمة لما بحثوا عن الحرية بعد، لأصبحوا مثلنا أحرار كالطيور، ألا ترى أن هذه الغرفة حرة كسفينة في افضاء ... تطير بنا حيث شئنا بلا قوانين ولا حدود ولا جمارك ؟؟
فصادق صوت الصديق :
ـ نعم... ولكن الفيسبوك ليس سيئ ... أضاف أشياء جميلة، على الأقل استطعنا أن نفهم أننا مئة وتسعة وتسعون بالمئة مكبوتين مقهوري النفس والجسد.
وضحك الثلاثة حتى ضجت الغرفة، ثم صمت الثلاثة معا، فقال الضيف
ـ ولكنها تجربة رائعة، على الفيسبوك تستطيع أن تكون من تريد أن تكون دون عناء أو بقليل قليل من العناء، يمكنك أن تصبح فيلسوفا حكيما، عاشقا مجنونا، سياسيا محنكا، قائد ثورة، شيخا معظا ....
فقال الصوت المليح بتسليم وثقة:
ـ نعم الفيسبوك هو أب الثوارت العربية ... لولاه لما تحرر الشعب العربي من نفسه، ولكن السؤال المطروح حاليا هل نجحت الثورة ؟
فجاء الصوت الحاد من الباب مقتحما الحوار:
ـ الثورة العربية ثورة غبية والشعب العربي شعب غبي وأنا غبي وأنتم أغبياء لأنكم تخوضون في حديث من اختصاص العقلاء فقط، ولكن في رأيي المتواضع لم الثورات تنجح لأن الثوار في ليبيا رفضوا تسليم السلاح، من اسمك بندقية أسبحت جزءا منه.... ربما بعد الثورة بأربعة قرون سيبيعها في المزاد العلني
وساد صمت مفعم بالتفكير حتى هتف الصوت المليح:
ـ وجدتها ... أوريكا أوريكا ... ننتظر أربعة قرون ثم نجمع السلاح الذي سيباع في المزاد العلني، وتنجح الثورة.
فصفق الثلاثة معا، ثم تحرك صاحب الصوت الحاد إلى مجلسه، وقال:
ـ إن اكتشافك لا يقل أهمية عن اكتشاف ارخميدس، وأنت لا تقل حكمة وعظمة منه، الفرق بينكما طفيف جدا، هو أنه عندما واكتشف دافعته خرج عاريا من حوضه وصار يركض في الشوارع ويصيح وجدتها وجدتها ... بلغته أريكا أوريكا ... وأنت اكتشفت حلا لأزمة أعظم من أزمة أرخميدس مع ملكه، ولازلت جالس لم تحرك ساكنا، فقم وأعلن للعالم العربي أن ثورته نجحت ...
فقال الصوت المليح بجدية:
ـ وإن نجحت الثورات ينتظرنا أزمات، نفترض أن الثورة نجحت، وبعد .. كيف ستحل أزمة الماء والغداء والتصحر وثقب الأزون والأمراض القاتلة، في رأيي يجب أن نتوقف من البحث عن حلول، لأن كلما وجدنا حل لمشكلة أطلت مشكلة أخرى برأسها ثم نعيد البحث عن حل لها، ما دامنا سنعيش دائما مشكلة فلنبقى في المشكلة التي فيها نحن الآن ونرتاح، على الأقل سنحد من تكاثر المشاكل....
فقال صوت الصديق:
ـ مشكلتنا الكبيرة نحن البشر أننا نحتاج لمشكلة كي نستمر في التقدم، مثلا لولا المشاكل التي عاشها الغرب لما وصل إلى ما وصل إليه الأن .... ولكن اين وصل الغرب، لو فكرنا قليلا  يبدو أننا والغرب في نفس الحالة المأزقية التي يعيشها الإنسان عامة، هم لديهم أزمات معقدة ولهم وسائل معقدة لحلها، ونحن لنا أزمات بدائية ولدينا وسائلنا البدائية لحلها، في النهاية نعيش نفس مقدار السعادة ونفس مقدار التعاسة... فلمذا نبحث عن الحلول.. ربما فهِم أجدادنا الأمر جيدا وتوقفوا والآن يتهمون بالتقصير ...
ولخص الصوت الحاد:
ـ الصواب في نظرك أن لا نبحث عن الحل كي لا تتكاثر المشاكل... واضح جدا، لو لم نجد حلا لمشكلة التنقل والسفر لما ظهرت مشكلتي ثقب الأزون وارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض... ولكن دعني أتساءل كيف يمكن أن نصبح نحن الأقوياء وتصبح أمريكا ضعيفة... لا لا ليس هذا هو السؤال ...أعرف الإجابة، ولو أننا ضعفاء وأمريكا قوية فإننا نتعس بنفس القدر ونسعد بنفس القدر، فلا داعي إذا لنصبح نحن أقوياء وتصبح أمريكا قوية.... ولكن السؤال هو ...
وتدخل الضيف:
ـ يقول السلفيون لابد من الرجوع أربعة عشر قرنا إلى السلف الصالح كي نتقدم، وهذا يتفق مع نظريتنا التي أتشرف بتسميتها نظرية "الحل مشكلتان"، يعني بدل الوقوف هنا نعود أربعة عشر قرنا ثم نقف لأن مشاكل السلف على كل حال لم تكن بهذا التعقيد الذي نحن فيه، نقف هناك لا أمراض ولا تصحر ولا حشيش كل شيء جميل وعلى طبيعته .......
فتدخل الصوت الحاد بحدة:
ـ أنا أحترم السلفيين لأن لهم رسالة ولهم غيرة تجمعهم، لسبب بسيط هو أنه لا يكن لأمة مقسمة القلب مشتتة الكيان أن تتقدم إلا إن وجدت لنفسها طريقا يوحد أمالها، وغيرة تجمع أفرادها على الحب وتحملهم على منافسة باقي الأمم في طريق النجاح، والسلفيين يرون في مذهب السلف الصالح ما يمكن أن يجمع شتات الأمة ... يرفضون الحشيش والحشاشين نعم ولكن لن يصلوا إلى غرفتنا.
فقال الصوت المليح:
ـ في كلامك شيء من الحق ... ولكني لا أحب سلفيوا الفايسبوك،  فيهم تسلط خطير، فبالنسبة إليهم مجرد أن تمسك سيجارة تصبح عضو مريض معدي في المجتمع يجب أن يبتر ... تصبح لا شيء في نظرهم، ولكن هناك مفكرون وفلاسفة وعلماء بمختبرات وهم يدخنون.
فرد الصوت الحاد بنبرة فيها نوع من الانتصار:
ـ العلماء بمختبرات والفلاسفة...وال وال والأخرون من هم ؟ نعم المفكرون ناس مثلنا أيها المجنون لهم جانبهم المظلم وجانبهم المضيء، فلمذا لا نمشي على نورهم ونتجنب الظلام ... أو لأنهم كانوا يفكرون ويدخنون يجب أن ندخن ونفكر ....
وقال الضيف:
ـ ثم فلماذا يحملقون في الظلام ويتجنبون الضوء ؟؟
وصرخ الصوت المليح ضجرا:
ـ  ارحمونا يا ناس، طار الجنون وعقلت، ما بقيلي إلا أن أشارك في حديث العقلاء.... ذهبت السباسي هباء، ثم أخرج من الصندوق قطعة حشيش ورمى بها لصاحب الصوت الحاد قائلا:
ـ عدل لنا لفافة وزدها حشيشا ... أريد ان أحلق بسرعة، أريد أن أتخطى الأزمات والمشاكل إلى وطن السلام الأبدي، إلى حيث لا حرب ولا جوع ولا فقر ولا جفاف...
ورد صوت الصديق هادئا:
ـ   على ذكر العطش أريد أن أشرب... يقال أن العالم المغربي سيعاني من العطش بعد قليل، نصف حروب بسبب الماء والنصف الآخر بسبب النصف الأول... النصف الأول يشن الحرب على للنصف الثاني ليسلبه الماء والنصف الثاني يشن الحرب على الأول دفاعا عن الماء .... في النهاية النصف الأول من الحرب والنصف الثاني منها بسبب الإنسان لأن الإنسان هو الذي يشرب الماء.
وهو يفتت قطعة الحشيش قطعا صغيرة ويعد السيجارة بمهارة وخفة بدا كانه نسي الحديث ونسي المتحدث، بدى في تركيزه كأنه يركب صاروخ، ولف اللفافة ونظر إليها في حب ثم ولع وأخد نفس عميق وقال الصوت الحاد:
ـ يطير العقل يحط العقل ... أعدي لي الجنون كي استريح، فإني عقلت حتى التعب، ليلي فاكهة للأغاني وهذا الحشيش دهب
فصاح الثلاثة بلهجة الشرق.
ـ الله عليك يا محمود حشيش........ الله عليك
ودارت اللفافة ودارت معها الرؤوس وتمايلت وطرب الخيال ورقص، ولكن هناك رائحة وربما دخان من ناحية الباب ... أنه إبريق الشاي يجن 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أفندي  

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire