jeudi 18 octobre 2012

لا مكان لك في مدينتي

عجبا منك أيتها المرأة، كلما حاولت التحليق بك في السماء تصرين على المكوث في الارض ، وكلما حملتك بين دراعي للانطلاق في جو المعاني تصرين على البقاء في فلاة المادة القاحلة، وتنشبين أظافرك الطويلة في صدري وتولولين، وتغرسي قدميك في الوحل وتصرخين، كأنني أريد لك الهلاك، وعندما أفكر في التخلص منك والسفر وحدي تذرفي الدمع الغزير وتبكي بكاء شديدا وتتهمين قلبي بالقسوة والجحود وعقلي بقلة الفهم والتخريف، ثم تشقي ثوبك وتلطمي على وجهك وتصيحي يا خرابي ... إنك تظلميني أيتها الظالمة، إني أحبك ... ولكن في حياتي فلسفة، وفلسفتي حب، وحبي حلم وأنت تقتلي الحلم...وأنا لا أكون إلا في الحلم، ولا احيا إلا في حلم بنيت قصوره وحدائقه وروابيه ووديانه بنفسي، ولا أعيش طويلا إلا فيما أخلقه بنفسي داخل نفسي، إني وهم ولي دولة وحدود وقوانين وعرش وتاج وصولجان بنيتها كلها من جميل الكلمات ومطرز الألفاظ والجمل، فكيف أترك مملكتي وأزهد في عرشي وأحرق نفسي في عطش دنياك اليابسة، إن رفضت السمو إلى سمائي فإني أرفض الدنو إلى أرضك... لقد اعتدت الخروج من بعدي المكان والزمان ومن شلل الحياة ومن ألوان الواقع الباهتة والانطلاق في سماء المعنى، إنها تمس قرارة نفسي وتهيج في أخيلتي قدرة الخلق فأنفخ الروح في جسد الموت المطبق حول روح الواقع، وأنسج صورا تتخطى أفق الحياة المادية  المغلق، وأتحرر .... وأنت عدوة الحرية.

إنك جميلة ولجمالك على قلبي سلطان ولكن ستكونين أجمل لو أنك معنى ...آآآآه لو تصبحي معنى .. عندما أراك معنى يملاني  اليقين وأغيب عن الدنيا ويغيب عن وجداني القلق وينتفي  الشك وأصبح حكيما، فأحبك وأزداد حكمة، وتحتلي القلب دون مقاومة، وتشغفيه وشغليه عن كل شيء وأنا أنظر، وتستأثري بكل ما به من قوة وضعف وعاطفة وخمول وأنا أتفرج عليه، وتحجبي عن عيني امور الحياة الدنيا وأنا مرتاح... ولكنك لست كما اصنعك، إنك شخص كباقي الأشخاص، عادية ومسرفة في العادة، باهتة الفكر والشخصية، تغشين المقاهي، وتترددين على الشوارع والطرقات وتجلسين أمام التلفاز تتابعين حلقات المسلسلات، وتضطربين في أمور الدنيا كما يضطرب باقي الناس وأنا لا أستطيع أن أخرق قوانيني فتفضلي غير مطرودة وهاكي منديلي هذا لدموعك إنه ناعم لوجنتيك ... هيا تفضلي لا مكان لك في مدينتي .... أخرجي من دهني. 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire