عام جديد، نفس جديد، أمل وأحلام جديدة... هكذا قالت نفسي أو هكذا قلت لنفسي عند باب المعهد راجعا من صيف طويل، وقفت عند الباب وقفة حائرة مترددة وتنفست هواء ذلك الصباح المرطب ملأ رئتاي، وسحبت حقيبتي واقتحمت المعهد كأنني أدخل زمنا جديدا، كانت تصدر صوتا متناغما مع إيقاع خطواتي بشكل غريب، ذلك أول أيام السنة الجامعية و أول صباح، وذلك أول شعور وأول جمال أعيشه في المعهد، إنه الصمت، صمت بليغ يهمس بلغته الصباحية العذراء همسا حلوا يناجي الوجدان ويلملم أطراف النفس المبعثرة، ودخلت الغرفة... كانت موحشة مغتربة، أحسست ذلك من هوائها السجين المتلهف للحياة، أحسست الحنين ينبعث من الجدران والمقاعد والطاولات ومن الصباغة الباهتة، يا له من وفاء!! كأنها تريد أن ترتمي بين دراعي وتعانقني بكل حب الدنيا وتقذف بقلبي شوق ثلاثة أشهر من الغياب، وددت لو أني أفهم لغة الجماد لأقول لها إني أبادلك الوفاء والحب والحنين، وأقول لها أنا أيضا أريد أن أرتمي بين دراعيك وأنشد ألاف القصائد في قبلة، إنني أشعر بها كما تشعر بي ولكننا لا نستطيع أن نتكلم، ولا نستطيع أن نتعانق ونبكي وتمتزج العبرات ونرتاح... هنا في هذه الغرفة قضيت عامين وسأقضي الثالث، هنا أسست عالمي وسهرت عليه بعين الحب والحنان، وهنا كبر عالمي قويا جميلا، هنا كنت أتجول في عالمي وأتحدث وأفكر وأصنع لنفسي أجنحة من الاحلام، هنا أحببت وحلمت أملت ويئست وحزنت....عند الفجر كنت ارتفق خشب الغرفة وأراقب العصافير، وهي الآن تدعوني إليها بابتسامة، خرجت إليها وارتفقت خشبها في لطف وحب واستمعت لصمتي واستمتعت بصمتي، وتذكرت أحلام السنة الماضية وتذكرت حديث نفسي عند الباب وقلت هذه السنة لن أحلم كثيرا بل سأكف عن الأحلام وسأكتف بتحقيق أحلام السنة الماضية .... والآن بعد شهر أرتفق خشب الغرفة وأحلم وأبتسم من نفسي ومن أحلامي.....
samedi 20 octobre 2012
حلم
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire