ربما لأني قروي فإني أحب البقر، هو حب قديم، من
الطفولة الأولى، كنت صغيرا أستيقظ على الساعة السادسة صباحا فأتوجه إلى أمي تحلب
البقرة، بقرتنا الحلوب، كانت بقرة أصيلة، نقية اللون رهيفة الحاشية، طولة
القوائم بعيدة وخد الخطوى متينة الوقع، لها جسم بين البدين والهزيل متماسك يتنقل
في حركة قوية مركزة، تعلوه رأس وفيرة مرفوعة كالقلعة، ووجه واضح تدورت فيه عينان واسعتان
صافيتان تميلان إلى الخضرة كسولتين مستريحتين مريحتين، وارتسم عليه أنف دقيق المنحنيات وفم رفيع الأجزاء، كنت أجلس إلى جانب من أمي أتأمل ذلك التجاوب الطبيعي بينهما
وأنصت لصوت الحليب يرغي في الإناء حين ينزل،
فإذا حصل لأمي من الحليب ما يكفي قامت إلى البقرة الكريمة وأمرّت يدها على ظهرها مرّا حنونا ثم إلى عنقها فرسها فتمد البقرة
عنقها وتميل مع حركت اليد هكذا وهكذا في تجاوب مطلق، وأنا أرقب وأتشرب ذلك الحب النظيف، فإذا انتهى ذلك الطقس الصوفي الرفيع التفت إلي أمي وأفرغت لي كوبا كبيرا
من الحليب الطازج أشربه على مضد، ثم تعبئ لي
نصف لتر آخده معي الى المدرسة أشربه إذا نالني العطش أو الجوع في الطريق، ولهذا كانت
علاقتي بالبقر علاقة طيبة، ليست مجرد علاقة
إنسان بحيوان أليف، أكثر من ذلك بكثير، إنها علاقة روح بروح، وعلاقة قلب بقلب،إنه عرفان
طبيعي، وحب دافئ نقي، انجداب تلقائي.
فعندما أرى
بقرة أجد في نفسي نوع من الأمان والراحة ورغبة في اللقاء والتواصل، وليس في الدنيا
أحب إلى نفسي من أن أقدم لبقرة قبضة حشيش
من يدي إلى فمها فتأكل منها في حب وترفع عينيها إلي بالشكر والمودة كأنما تقول
سأصنع لك حليبا لذيذا تشربه بحب كما أطعمتني هذا الحشيش اللذيذ آكله بحب، وسرى في
قلبي حب البقر وصار يصبغ أذواقي في كل شيء دون أن أشعر، في كل شيء، حتى من النساء
أحب ما شابه البقر و جمع بعض أوصافه....
l3ezzz
RépondreSupprimermais hchoma 3la kayne man jama3 ba3de awssafi lba9are wela katkelem 3la awssafe lmahaba we ...
hhhhhh khay imad makayen la ba9ar la ma3izz ghir nachttin wsafi fach kanb9aw bla chghel hhhh lmohim les gestes dyalk ajemi kayfar7oni bzaaaf se7ba l9diiiimaa hhh lah y7afdek wynawrek
RépondreSupprimer