صدفة .... لم يعد العالم بعدها كما تعودت أن يكون، من سنوات كنت قد حددت
اتجاهي وطلقت أحلام الشباب وأطعت قدري وألقيت رداء الفلسوف وعصاي على كاهلي
وسرت الدرب غافلا لا أنتظر شيئا ولا أتوقع أن تعبر قلبي أشعة شمس النهار ولا أن
تتألق في سماء ليله نجمة هادئة ... وجاءت الصدفة وفتحت صدري وغرست بداخله
خوخة امتزجت ألوانها بين البرتقالي والرخامي
الأبيض كقصيدة غزل فردوسية الألوان ....
لو نجحت في وصف تلك الألوان وكتابة مقطع من تلك القصيدة لقام لي شعب من العشاق والشعراء من كل العصور وبايعوني
أميرا لهم، ولكن لا القلم يغني ولا المفردات... سيرحل بي الخيال إلى موسوعة الأوان ولكن كيف يتجلى امتزاج
البرتقالي والرخامي الأبيض في قافيتي أنا وهو الرهيف الخفيفة كنسمة طفولة أثمرت على
أغصان الخوخ، كيف يتألق تماهي ألوان النار
وشلال الدهب المنهطل على كتفيها .... عندما
أفكر في وصف ألوان الخوخ تطرقني خواطر يهرب بي الخيال إلى ما بعد السماء وتهرب
مني الكلمات إلى ما بعد اللانهاية وينقطع
التيار بين أناملي وقلمي فترتسم اللوحة في عيني وتأبى أن أضعها في قفص الكلمات، ترفرف حرة في عيني في
تعاليها عن الورق،فكيف تصبح الألوان إيقعا ساحرا خارج مقامات اللغة، كيف تنفلت من
أحابيل الحروف ...؟؟
لما ينهمر شلال الذهب وتخطر علي ألوان الخوخ يرفع ترفع قصائد الغزل يداها معلنة اتسلامها النهائي
وتسلم القوافي مفاتيح مدن الشعر من دون مقاومة، وتتفكك كل والأجهزة والأنظمة
الداخلية للغات الدنيا وتخر الحروف سجودا وركوعا .. عندما تهب نسائم الخوخ.... يختلس الدنيا حلم خفيف
كلحظة هناء متعالية عن قوانين الزمن، وتظافر البرتقالي والرخامي الأبيض وتتظافر ألوان
النار والذهب على أعمدت الشلال لتحيطها بإطار
بديع من الهمسات والنسمات تغير مناخ الكرة الأرضية وتوقف دورانها وتغدو اللحظة
عيدا من الألوان ويصبح العصفور معلما يعلم الأحياء والأشياء كيف ينتثر عبير زهرة
الخوخ وكيف يتمايل شلال من اللهب المقدس على كتفي العذراء ويأخد منها حياتها
القديمة وتاريخها القديم ويخلقها جديدة من
لحن نكهة الخوخ .... فكيف لي أن أصف ألوان الخوخ ؟؟
عندما تحتفل ألوان على وجنتي الخوخة يبدأ تبدأ نهاية
الشعر وتتيه الكلمات على أرصفة القواميس وتهجر
المحسنات البديعية بساتين العشق وتضرع العصافير
إلى الله أنزل لنا كتابا نتلوه في شريعة الهوى لعلني نعرف كيف يهتز غصن الخوخ .. فكيف
لي أن أصف ألوان الخوخ؟؟
كيف لي أن أتكلم حين يفاجئني
لون الخوخ كالوحي حين ألقي بالدنيا من على كاهلي لأنام، كيف لي أكتب حين ترسم لي
ألوان الخوخ عصفورا مضيئا يقول لي تأمل
وتألم فلا أستطيع الكلام، كيف لي أن أصف حين أراقب براعم زهر
الخوخ تشقق صدري وتشع في ألوانها ويخترق نورها أضلاعي ويفضحني في دنيا العشاق...
بين حروفك روح تحيي الوجدان وسيل جارف من المشاعر، إحساسك باذخ الروعة، دمت مبدعا
RépondreSupprimerهاجر هذا التعليق الحلو التعبير الخفيف الكلمة يشي عن ذوق أرستقراطي نبيل ,,,, ويقول لنا أنك من تلك النخبة الراقية من القراء الذي يجب أن يستحضرها من يحاول أن يكتب قبل أن يضع أول كلمة .... شكرا لمرورك هاجر وأتمنى أن لا تنقطع الصلة
Supprimer