jeudi 21 février 2013

سأرحل .. أيها المعهد الحبيب



أيها الحبيب !!

إليك فقط أتوجه أيها المعهد الحبيب !! أنت أيها الساكن قلبي تسمع هذه النبرة المرهفة المتصاعدة كالبخار من أعماق الروح الثائرة الحائرة التائهة المفقودة، أنت أيها الكبير الذي يطويني إذا تقدم الليل تحت جناحه الحنون ويناجيني في حنان الأم وفي رهفة الحمامة البيضاء، إيك يا حبي الضارب في أعماق القلب كشجرة الزيتون ، أما المدير والإدارة  والأستاذ  فمنشغلين عني وعنك في اللهث وراء أنانيتهم القدرة الحقيرة، والطلبة أشتات في دروب البحث عن المصير المفقود في أيادي الصدفة!! فمن يهمه أمري غيرك أنت أيها  الحبيب...أنت فقط .. أنت الذي خلقتني من جديد لأحبو على راحتيك طفلا صغيرا  ... و قبل أن أخبرك أغمض عينيك نتذكر أنخاب السعادة التي انتشيناها معا، وأقواس قزح التي تألقت في عيني يوم لثم المطر وجهك اللكريم، وبسمة الشمس تطل وراء الغمام كأنها العذراء في خجلها العذب وإشراقتها الفاتنة البريئة، وذلك العصفور الذي يحط على خشبة شرفتي يلقي علي وعليك تحية الصباح في معزوفته  الخلابة في صوته الطبيعي النقاء، كم أحب أيها الحبيب أن أخبئ أنفاسي في صدرك الدافئ الى نهاية العصور والتواريخ، كم أحب أن أدفن جسدي في ثراك الطيب... ولكن أيها العزيز على القلب يجب أن نفترق فسامحني أرجوك.... لا أطيق البقاء قررت أن   أرحل لما استوطنتك الأشباح والأشباه ... قررت أن أرحل قبل أن أراك مشنوق في حبال الغدر والتخاذل.. لا تسألني إلى أين !! فأنا لا أعرف وجهتي وليست معي خريطة ولابوصلة ... كل ما أعرف أن رحلتي طويلة وشاقة، لكن البقاء  موت قبل الموت ...البقاء استسلام ...وأنت تعلم أن الاستسلام نفي الروح إلى جزيرة العبودية ... وأنا إذ أستغيث وأستنجد هم لا يجبون،  يسمعون ندائي ثم يشيحون بوجوههم عني... لقد أقفرت الحياة أيها العزيز،وجفت القلوب، واكفهرت الوجوه ومحيت عن جدرانها آثار عصور الإنسانية الغابرة، ومحيت عنها عناوين الرحمة، وغطى  جمالها  رداء الأنانية .. قررت أن أرحل عنك لأنك لا تريد أن تنفض عن جسدك الظاهر براغيث الخبث.. أقول لك لن أعود حتى تنقرض سلالة الرعاع وتموت الطحالت تحت أجعت الشمس.. عاتبني إن شئت ... وسأعاتبك أنا أيضا ... لمذا توفر الحياة لمن يسلبك الحياة؟؟ لمذا تغذق عمن تبخلك نفسه الحب؟؟؟ لن أركب مواكب الغربة كما فعل الكثير قبلي !! ولكن لن أكلمك ... لن أفخر بك لن أعانقك !! حتى تنظف  مياهك من كدر الطحلب الأخضر........هذا قراري أيها العزيز .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire