لا ينبغي أن يمر هذا اليوم عاديا كباقي الأيام، إذ ليس من الشهامة ولا من سلامة
الذوق أن يمر عيد المرأة دون أن نخصها بكلمة لطيفة، همست بهذا الكلام في نفسي ثم
أخدت قلمي وحررت هذه الكلمات !!
ـ سيدتي المرأة .... إنه لمن دواعي فرحي وسروري بمناسبة يومك العالمي
السعيد أن أتقدم بين يديك بأصدق التهاني والأماني وأقول لك إني أتمنى لك من قرارة
قلبي الازدهار والتقدم، ولكن دعيني أوضح
معنى الازدهار والتقدم في رأيي المتواضع ... فلربما اختلفنا في تصورهما، يقولون
أنك الآن في طريق التقدم ولكني ومع الأسف الشديد أراك تسرين بخطى متسرعة نحو تلك التي نهاية لا نرجوها حيث ستفقدين نفسك...ففكري
قليلا قبل أنيضيع منك ما تبقى منك،فقد ضاعت منك القدرة على الحياة في المعنى ولم يعد في مقدورك الحياة إلا في
المادة، وانكمشت الحقائق في عقلك فلم تعد عيناك الجميلتان تتعدى زخرفت الإطار
الخارجي .... ولم يعد في مقدورك أن تنفخي الروح في جسد الحياة ... تجردت من السحر
والفتنة الطبيعيين الخلابين والفطرة الملهمة والقدرة على التحليق في سماء المعاني
وأصبحت مغروسة في الوحل ... فقدت كل شيء للأسف .... إذا لا بد لك في هذا اليوم السعيد أن تعيدي
ترتيب نفسك من جديد وتناضلي جاهدة لتعودي إلى دورك الطبيعي الذي خلقت من أجله وإني
لأرى أنه من واجبي اليوم أن أذكرك به غيرة مني عنك وعن الحياة..خلقت يا سيدتي
لتكوني ذلك الفنان الذي ينسج لنا من الحياة أوهاما وأخيلة وصورا توسع لنا قليلا من
أفق حياتنا المادية الضيقة وتجعل منها عيدا متواصلا....... وتقبلي سيدتي المرأة أصدق التهاني
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire