هل
سمعتم حكاية الصياد والذئب...؟؟ لا ... !! أنا سمعتها حكتها لي جدتي ، ذات يوم
شتوي قارس البرد ماطر السماء، كنت بين دراعيها أستجدي الدفأ ملبدا أنفي في حضنها
الحنون، وكان قد حان وقت النوم فهمت بتركي فاستبقيتها متوسلا وقلت: احكي لي حكاية
قبل النوم كحكاية البارحة ...ارجوك يا جدتي ..أرجوك!! فأبت وتعذرت بتأخر الوقت
فقلت مهددا: لن أقبلك في الصباح....!! وكنت أعتقد أنني إن لم أقبلها كل صباح ستموت
هكذا كانوا يقولون لي أو هكذا كانوا يهمونني، فتظاهرت بالخوف وأذعنت لرغبتي وجلست
عند رأسي وخللت أصابعها في شعر هكذا وهكذا وقالت: سألتك عن حكاية الذئب؟؟ والصياد
فقلت :سيري لا تخافي، فقالت: كان يمكان حتى اكان الحبق والسوسان في حجر النبي
العدنان حتى كان رجل من بدو الصحراء يعيش يرعى إبله ويتغدى من لبنها ويعقر منها لأضيافه من عابري الصحراء وصعاليكها وكان
كريما كلما حل عيله ضيف عقر له ناقة أو حوار حتى لم يبقى معه من قطيعه إلا كلبه
الصياد الذي كان يسميه واشقا وفرسه التي يركبها وكان يسميها حمامة فجعل يهيم في
الصحراء من دون زاد ولا وذخيرة يأكل من صيده إذا حصل له صيدا ويبيت الطوى إذا خاب،
وقد حان عليه حين من الدهر لم يصب شيئا من وحوش الصحراء وهوامها وقد أمضى أياما
بليالها يطلب الصيب فلا يصيب من ذلك شيئا يذكر حتى تشقق بطنه من الجوع وتيقن من
الهلاك فقال لنفسه الرزق مكتوب والعمر محسوب فلما أكابد وعتاء الصحراء فيأتي الرزق
أو ليأتي الموت وإذا هو على هذه الحال يناجي نفسه وفرسه وكلبه ويتأمل سوفيه وقوسه
إذ بظبية من ضباء الصحراء سمينة قد اتخذت لحما واكتنزت شحما عنت له من بعيد فنهض
من فوره وتأهب وتربص ثم همس بأدن فرسه: هذا يومك يا حمامة، دونك والظبية لا تتوقفي
حتي تدركيها .. وضاح بكلبه بواشقا هاااا .... فانطلقت الفرس تطوى الصحراء كأنها
عاصفة هوجاء وانطلق واشق يسابق الظبية كأنه طيف من خيال وجالوا بالظبية جولة ثم
داروا دورة وصالوا صولة ... والبدوي متشبث بعرف فرسه كأنه كالعفريت يصبح بكلبه هآآآآآ
وصالوا في الصحراء بعييييييدا بعييييييييدا بعييييييييييدا ........... هذا كل ما
تذكرت من قصة جدتي واستيقظت على يدها الدافئة الحنونة تضغضغ صدري في الصباح فقمت
مهرولا وقبلتها كي تبقى حية ترزق إلى المساء فتكمل لي قصة الصياد وفرسه وكلبه والظبية
ولأرى ما دخل الذئب.... حكاية التكوين في معهدنا كحكايات جدتي، هي متاهات لتنويم
العقول قسرا ...!!
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire