بعد لقاء
عابر ودردشة سريعة اصبحت تثير عندي الاشمئزاز، أحس أنها غبية وليس
هذا خطير جدا فالكثير من الناس أغبياء إنما الذي يثير أمعائي أنها تجهل أنها غبية وتومن
أنها دكية إن لم أقل تومن أنها مثال الدكاء والنبوغ، وعلى كثر اللواتي جمعتني بهم الصدف واللقاءات العابرة على شاكلتها، ممن جمعن غباء
مفرط وجهل مفرط به وغرور أكثر إفراط، تبقى هذه حالة نادرة جدا، والناس يعرفون هذا، يعرفون
الأغبياء ويميزونهم، ويتحدثون بهذا بينهم وبين أنفسهم وبينهم وبين خاصة أصدقائهم
ولكنهم لا يجرؤون على مواجهة الأغبياء بغبائهم إما إشفاقا عليهم وعلى مشاعرهم وإما
تجنبا للقلاقل والمشاكل وإما حفاطا على مستوى جيد في علاقاتهم بهم، والأرجح عندي
الاحتمال الأخير، إذ العلاقات مع الأغبياء لها منافع ومناقب لا
يجهلها ذو عقل، وهذا هو عمق الاشكالية، كيف تعرف أنها غبية ما دام لم يخبرها أحد
من قبل، لم يشككها أحد، لم يدهشها في نفسها أحد، إنها تتحمل نصف المسؤولية فقط
والنصف الباقي للناس الذي يزكون تلك الصورة المبهرجة الخادعة التي رسمتها لنفسها
بل يزيدون في بهرجتها ويجتهدون في تلميعها وإخفاء عيوبها، وبينهم وبين أنفسهم
ويسخرون أمر السخرية، ولهم الحق كل الحق أن يحتفظوا بالحقيقة لأنفسهم وأن يبقوانها
قيد سارائرهم فلا يجب أن تقال لمن لا يبحث عنها ولا يعبأ
بها، ويستبدلها بما يسكت غروره من مطروز الكلام، وعلى كل فالغباء أمر إنساني له
عدة وجوه وصور، ويمكن أن يتجلى في الشخص الواحد على صورة واحدة، أو صورتين أثلاثة
صور أو ألف صورة أو يزيد، وكلما تعددت أشكاله وتداخلت صوره إلا وازداد صاحبه
اعتقدا أنه أذكى الناس وأرجحهم عقلا وأصوبهم رأيا وأبعدهم عن الغباء وتلك هي درجة
الوصول أو البلوغ في البلادة، المهم اني قابلت هذه الغبية بالصدفة وأنصت
إليها لمدة لا أقول طولة مرت على أحاديث متنوعة في مجالات متنوعة وبلغات متنوعة والحق
أن غباءها نوعي، من النوع الذي يخيل لصاحبه أنه اكتمل وصار من حقه أن يلقي الدروس
هنا وهناك بالمجان بداع أو من عير أي داع، ذلك النوع الذي يجعل صاحبه يحشر أنه في ثقب
الإبرة بل في ثقب بالوعة، ويعتقد أن رأيه مهما وكلامه مهما ومن واجبه أن يصحح
الناس ويلقي في أرواعهم الحكمة التي أودعها الله قلبه وعقله وكلفه أن يجهر بها
بمقام أو من غير مقام، متنطعة جريئة وقحة تيتكلم بالدارجة نصف ساعة ثم تختم ب
" trust me"،
تحمل بين يديها كتابا لطارق رمضان لا لتقرأه بل لتكمل به تفاصيل الموضة، تقتطف
منه عبارة غامضة لا تفهمها تضعها على حائطها في الفيسبوك وتكتب تحتها في
تعليق"Absolutly right" ،تصادق عليها، كأن المتلقي كان ينتظر
أن تخبره هل ما قاله المفكر "Absolutly
right"
أم " right" فقط أم ليس "right"
بتاتا، كانت تثرثر بلا توقف طوال اللوقت وكنت أترك لها المجال وأفكر لو أقول لها
الحقيقة، لو أخبرها أنها تافهة وقراءاتها تافهة ومشارعها تافهة، هل تصدقني يعني ؟
حتما لا !! بل ستعتبرني سلبي وتعجيزي ومن الأفضل أن لا تناقشني كي لا أشعرها
بالعجز والضعف لأن الحكمة المعلقة على حائطها في الفيسبوك تقول " لا تناقش من
يشعرك بضعفك "، وأوحى لي الخيال ضروبا من الحيل يمكن أن تنتحل لأنبهها إلا
عيبها دون إحراج، ولكن كلما أمعنت في الثرثرة ازددت إيمانا أنها لن تعي ذلك
بتاتا وأنها ستعيش غبية ما كتب الله لها أن تعيش، وأنه لو اتفق الناس جميعا على
غبائها وأخبروها أنها بليدة لاتهمت الناس جميعا بالسلبية ولقاطعتهم جميعا
ولما ساورها شك ولو للحظة في عقلها وذكائها، وأنه لو اتفق الناس جميعا على إحراجها
ما نالوا منها شيئا فهي لا تعرف الحرج حتى عندما يتبدى على الآخرين
ولا تتفهم أسبابه ولو كانت منطقية، وإلى ها الغباء كله جمعت قدرا كبير من البشاعة وهي عند نفسها فاتنة، وهذا
الذي زاد بلل الطين عن حده، فلو كانت جميلة لشفع لها حسنها عن بعض غبائها، بعضه
فقط أما بعضه الآخر فلا يغتفر، ولولا خوف الله لوصفت تضاريس جسمها ولفصلت القول في منحنيات خلقتها المنكرة ولكني تركت هذا الكلام تجنبا للوقوع في المعصية وخوفا على ميزاج من يسمعه وعلى راحة نومه فليس بعيدا أن أرسم له صورة تتبدى له كوابسا تدهب بسعادة لياليه وتبدلها له أرقا وسهادا، وإني أسألل نفسي مذ عرفتها وأقول كيف يمكن أن يتخدها رجل عاقل زوجا له، وينازعني
العبث فأقول هل يمكن والعياذ بالله أن أتزوجها لو حكمت الظروف، وكل ما ورد على دهني هذا السؤال أفكر وأروي وأقول أنه لمن الوارد
جدا، فالزواج منها يخضع لضروف معينة يمكن أن تتحقق، فمثلا، لو انقرض الناس بفعل من
أفعال الطبيعة وبقينا نحن الإثنان وتواجدنا في عين المكان لا محالة سأتزوجها وأنا
فرحان، و ايضا لو أردت أن أعرف هل الغباء فطري أم مكتسب ستحدثني نفسي بالزواج منها
لأرى النتيجة بعيني! كيف لا، وأنا الآن حائر كيف يمكن أن يضع الله في شخص واحد هذا
القدر من الغباء والتنطع، هذا يسمى حب الاستطلاع والبحث عن المعرفة، و من أجل
المعرفة قد يغامر الرجل في تاجارب خطيرة
مثل الزواج من غبية بشعة! ثم إذا قارفت دنبا كبيرا وأنبني ضميري وفكرت في عقاب
أنزله بنفسي فإنه من الوارد أن أفكر فيها...
متسلط و هزيل ..... و ساقبل به زوجا
RépondreSupprimerالله يقبل عليك الخير
Supprimerمن نحن لنحكم على غيرنا بالغباء و البشاعة ؟ هل لنا حقا من كمال الصفات ما يجعلنا مرجعا يعتمد عليه لتقييم الآخر؟ هل انتهينا فعلا من انتقاد الذات و لم يتبقى سوى الغير لننتقده ؟
RépondreSupprimerإطمئن فهذه الفتاة لا توجد على الأرض ولم ألقاها ولم أحدثما كما لم اسمع منها إنها هنا في رأسي سماتها تكونت عبر تراكم متواصل لمجموعة من الملاحظات يشترك فيها الكثير من الناس، وهناك هذا من جهة من جهة أخرى أنا لا أستثني نفسي من كتاباتي فما أقوله عبارة عن أسئلة تطرح على دهني تخصني أنا أولا يعني حين أتكلم عن الغباء فأول سؤال أطرحه على نفسي هو هل يمكن أن يكون هناك في الدنيا من يراني لى هذه الشاكلة التي أصفها وأقول نعم بالطبع يمكن أن يوجد ومن حقه لكل منا معايره المهم أني لا أحكم على أحد بقدر ما أني أحاول أنتج أدبا ساخرا...تحياتي
RépondreSupprimerNuuuul! nta kat7m9 tbarklaaah jmel makayshoufsh 7dbto kayshouf ghér 7dbt sa7booo !
RépondreSupprimerنضحك فقط ونفكه لماذا ترون الأمور بهذه العيون الجافة
Supprimernta waaaaaaa3er je suis fière de toi .. tu me fais rire dak de7k lli mchhya nd7kou .. kanchkrouuuuk fréro :D
RépondreSupprimerالشكر موصول لكم أيضا لتفضلكم بالقراءة والتفاعل وهذه الكلمات الجميلة الرقيقة
RépondreSupprimer!شــامخ هذا القلم، لعمري إنه لشامخ
RépondreSupprimer:) :) شكرا
Supprimerباشا أفندي، كتابة جميلة قراءتها ممتعة ! ادى قبلت مني بعض نقاش أقول أن وصفك لها كان مسهبا طويلاً وكل التفاصيل فيه هي قراءتك أنت لم تأتي به هي ! حبد لو كشفت غبائها برائز يعرفه كل الناس !! ( حكاية كتاب رمضان الدي يكمل المودة ) ثم إن الشيء أضحى زاد عن حده نقلب إلى ضده !! فعسى أن يكن احتقرك لها حب دفينا أو غباؤها دكاء خارق ؛)
RépondreSupprimerعلى الرحب والسعة بل إني سعيد أني أتلقى نقدا رائعا كهذا، نعم لم أطعم النص بالكثير من الأمثلة والحركات الصادرة عنها والتي يمكن أن تقنع القارئ أكثر وتجعل قراءته أكثر إمتاعا واكتفيت بوصف انطباعاتي باستثناء ممثالين لو انتبهت، ولكن عليك أن تلتمس لي بعض العذر فأنا مجرد هاو هههه أما في ما يخص الزيادة عن الحد والضد فمن الوارد جدا أن أكون أحبها ولا أعرف أني أحبها وهو الحب المركب على شاكلة غبائها المركب هههه شكرا جزيلا عل التفاعل الجميل وجزاك الله خيرا من أجل هذه الكلمات المحبوبة
RépondreSupprimerحتى وإن كان ما كتبته خيالا..
RépondreSupprimerلا حق لنا في نعث الناس بابشع النعوث حتى وان كنا نحلم
لا يوحي ذلك بفكر راقي يترفع عن الصغائر
تعجبني كتاباتك واسلوبك ايضا ولكن.. افكارك قليلا قليلا
مودتي
محبتي وتقديري ...عندما أقول شخصية خيالية فهذا لا يعني أنها خيالية صرفة، نعم فالشخصية التي تكلمت عنها خيالية ولكن جوانبها وسلوكياتها حقيقية نراها مفرقة حينا ومجتمعة حينا فيمن يحيطون بنا، فمثلا إشارتي إلى طارق رمضان ليست عبثية بل هي ملاحظة دقيقة تكونت عندي على مهل ولا شك أنك لاحظت إذا كنت تفتح عينيك عن محيطك أن الكثير يحملون كتب طارق رمضان وبولو كويلو ولا يقرؤونها، يحملونها في أياديهم في الأماكن العامة ولا تراهم يزورونها بأعينهم فيجعلونك تصدق أنها من صميم الموضة وليس فكرا، هذه من صغائر الأمور طبعا ولكن من يقوم صغائر الأمور إذا سكتنا عنها جميعا، ثم إني في أدبي ـ إذا سمحت أني أسمي ما أكتبه أدبا ـ سليط ساخرا، أعي هذا وأعرفه ولا أجد علي فيه حرج ما دمت لا أرمي شحصا بعينيه وأقصد تجريحه والنيل منه، وقد يتهيأ لبعض القراء أني أفعل هذا بدافع التشنيع أو الالتذاذ بكشف عيوب الناس فيقولون كما قلت "لا يوحي ذلك بفكر راقي يترفع عن الصغائر" والحق أني أفعل هذا بدافع الواجب، لقد رأيت اختلالا في بعض السلوكيات ورداءة في الأذواق ورأيت الناس يحبون هذا ويعجبون به مع أنه مما لا يحب ولا يعجب فنهضت أقوم الاختلال وأنقح الأذواق بما قدرني الله عليه، وقد رأيت أن التسلط والسخرية أنفع من المجاملات والمداهنات التي قد تحبب للناس ما هم عليه من فساد واعجاج، وأنا في كل هذا أريد الإصلاح ـ تماما كما فعلت أنت لما أوحي لك عن فكر غير راقي لا يترفع عن الصغائر فعمدت إلا إصلاحي وتقومي ـ فإن أخطأت الوسيلة فما أخطأت النية .... والله أعلم
Supprimer