samedi 24 août 2013

يدهشني الملك ....!!


اسمح لي أيها الملك أن أقول وبكل صراحة أنك رجل غير عادي، والله غير عادي، وتحملني لو نزلت عن الرسميات وتبسطت معك في الحديث كما قد أفعل مع أي رجل عادي من عامة الناس، ولا تغضب مني، لا أريد مشاكل وخاصة معك، ولا طاقة لي بك، فأنا رجل أعيش حياة أبناء الشعب، لا أهتم بالسياسة إلا حينما لا أجد شيئا مسليا ينسينها ولا أتحدث في أمورها إلا إذا اختنقت وضاقت نفسي عن السكوت، وأعمل جاهدا أن أنأى بنفسي بعيدا عن مستنقعها الآسن، وقد تضحك مني إذا أخبرتك أني أفكر جديا في بناء صومعة فوق تلة خلف دارنا بالدوار أعتزل بها وأتفرغ لمطالعة الأدب، الأدب الساخر، لأن الحياة بمعناها الشعبي اسم على غير مسمى، فمن نحن أيها الملك لنفكر في الحياة، نحن الشعب، نحن كائنات حية حقيرة  وجدت لتعيش في نجاسة الفقر والجهل والذل والمهانة، وجدتت لتسري الحياة عن أصحاب النزوات من أولي المال والسلطان،لا يهم أن ترضى أو تسخط بل حياتنها بالأصل لا تهم بتاتا، كل يوم تموت آلاف الأحلام شابة ولا أحد يكترث، تبا لنا جميعا، كلنا أوغاد لا نستحق الحياة أصلا، سحقا لنا جميعا، من يسمعنا، القافلة تسير ونحن كلاب تنبح، مخدوعون في أنفسنا وفي العالم  من حولنا، كلنا حمقى مغفلون مغرورون نستحق ما يحل بنا بل نستحق كل ما نخشاه ولم يحصل بعد.
وهذه لحظة من تلك اللحظات التي أعجز فيها عن صد نفسي عن الخوض في حديث من أحاديث السياسة، وقلت أنك رجل غير عادي، نعم، أنت بالنسبة لي ولكثير من أمثالي موضوع تأمل دائم ومصدر ودهشة مستمرة وارتباك متصل، أصمت ليال بنهاراتها أمام بعض تصرفاتك العجيبة أتأملن أتساءل، أتدبر، أتفكر، أحتار، أحاول أن أن أتبين خيوط تلك الحكمة الخفية التي تجعلك تتصرف بتلك الطريقة الغريبة فلا أظفر بشيء يذكر سوى أسئلتي ودهشتي وارتباكي، وأعود أقول لنفسي عليّ ما عليّ  إذا كان هذا الرجل يفكر بشكل طبيعي، ولنتخد مثالا على ذلك!!
  لنمر على قضية دانييل ولنمر كذلك على الخطاب الأخير الذي الذي قتل المغاربة جميعا من الملل، ولنتكلم على الأوسمة، أقصد ذلك الوسام الذي زينت به صدر بونيا باطما، وسام من درجة ضابط، يا للعجب، بونيا باطما تستحق وسام من درجة ضابط لا لشيء إلا  لأنها تدفئ مجالس الأنس في الخليج، أنت أيها الملك تزين صدر بونيا باطما بوسام من درجة ضابط لأنها تزين ليالي الخليج، تطرب لياليه الساهرة، لأنها تغني وتتمايل بطريقة تروق خليجي بيده كأس وتخرجه عن طوره ليقوم ويرقص على وحدة ونص... وكأن الغناء في ليالي الخليج هو المثال، هو الدروة، منتهى النجاح، هو الفلاح المبين الذي يجب أن يعمل من أجله كل شاب مغربي حر يريد أن يتشرف ويشرف وطنه،  لماذا لم توشح الحائز على أعلى رصيد في البكالوريا مثلا مادمت قد تحدثت عن التعليم في خضابك الأخير، أنا لا أجد تفسيرا منطقيا لمثل هذه الأسئلة، نفترض أن وسام بونيا باطما هو وسام للغناء كرافض من روافض الحضارة، فأين وسام للشعر  وسام للقصة ووسام للرواية، ولماذا لا يكون للابتكار ... أين الرفعة، أين الذوق الملكي في الحركات والسكنات، لماذا هذه الرداءة، والأعجب من هذا توقيت هذا التوشيح، البلاد في محيط من الأزمات، والأمة غارقة في الدم، والشعب في قمة الاختناق والغضب والسخط عليك وعلى الحكومة وعلى نفسه وأنت توشح بونيا..... ما هذا يا محمد ؟؟؟؟؟؟؟؟  ما هذا المستوى الغير عادي والفوق طبيعي من الثقة بالنفس؟ تفعل ما تشاء متى تشاء على مرأى ومسمع من المغاربة جميعا أحب من أحب وكره من كره لا يهمك  سخطهم كما لا يهمك رضاهم، ما تريده أنت أو الذي يملي عليك هو الذي يكون وتبا للمغاربة جميعا!!
 في بعض الأوقات يساورني شك أنك تجرب، تريد أن تعرف عند أي مدى سيتوقف صبر المغاربة ويتوقفوا عن الصمت، ويكفوا عن صنع الاستثناء ويلحقوا بركب الشعوب الثائرة، وأقول لماذا يصبر المغاربة على كل هذا القدر من المهانة، فأجد الجواب يهب إلى دهني ساخرا: ربما الشعب يجرب هو الآخر، يريد أن يعرف إلى أي مدى سيتوقف الملك؟ متى يفطن لعيبه؟ فهلا فطنت قبل أن ينفذ صبر الشعب !!

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire