mercredi 27 mars 2013

طائر يسكن القلب



أيها الطائر القريب البعيد

أحملك في  صدري

وأردد معك ترنيمة حب حائر

تحط على كتفي فتثملنيي هبة النسيم يبن جناحيك  

وتعذبني لمحة الكبرياء  الشقية في عينيك

طائري ....

لقد تعبت ... أريد أن أستريح

فدع لي وقتا قصيرا ألتقط أنفاسي

دع لي لحظة واحدة كل يوم

أعيشها حرا   

يكون فكري واضحا

وقلبي  مستريحا  

وأنفاسي هادئة 
وحياتي فارغة  

ولا تقطع نفسي حين يهتز االغصن لمّا تحلق من هنا لتحط هناك

ولا ترهف سمعي لمّا ترتل آية من أيات الربيع مع هالة الفجر

ولا تجفل النوم عن عيني برذاذ الندى الصباحي

لمّا تنتفض أجنحتك حين تلاعبك أول شعاع يقبل وجه الأرض  

اعطني فرصة أستريح

من جحيم الأحلام المؤجلة

لقد تعبت أتعقبك من غصن إلى غصن

ألا تراني أستحق لحظة أحيا خلالها الفراغ الهادئ الجميل .... يا طائري الجميل

vendredi 8 mars 2013

بمناسبة عيد المرأة

لا ينبغي أن يمر هذا اليوم عاديا كباقي الأيام، إذ ليس من الشهامة ولا من سلامة الذوق أن يمر عيد المرأة دون أن نخصها بكلمة لطيفة، همست بهذا الكلام في نفسي ثم أخدت قلمي وحررت هذه الكلمات !!
ـ سيدتي المرأة .... إنه لمن دواعي فرحي وسروري بمناسبة يومك العالمي السعيد أن أتقدم بين يديك بأصدق التهاني والأماني وأقول لك إني أتمنى لك من قرارة قلبي  الازدهار والتقدم، ولكن دعيني أوضح معنى الازدهار والتقدم في رأيي المتواضع ... فلربما اختلفنا في تصورهما، يقولون أنك الآن في طريق التقدم ولكني ومع الأسف الشديد أراك تسرين بخطى متسرعة  نحو تلك التي نهاية لا نرجوها حيث ستفقدين نفسك...ففكري قليلا  قبل أنيضيع منك ما تبقى منك،فقد ضاعت منك القدرة على الحياة في المعنى ولم يعد في مقدورك الحياة إلا في المادة، وانكمشت الحقائق في عقلك فلم تعد عيناك الجميلتان تتعدى زخرفت الإطار الخارجي .... ولم يعد في مقدورك أن تنفخي الروح في جسد الحياة ... تجردت من السحر والفتنة الطبيعيين الخلابين والفطرة الملهمة والقدرة على التحليق في سماء المعاني وأصبحت مغروسة في الوحل ... فقدت كل شيء للأسف ....   إذا لا بد لك في هذا اليوم السعيد أن تعيدي ترتيب نفسك من جديد وتناضلي جاهدة لتعودي إلى دورك الطبيعي الذي خلقت من أجله وإني لأرى أنه من واجبي اليوم أن أذكرك به غيرة مني عنك وعن الحياة..خلقت يا سيدتي لتكوني ذلك الفنان الذي ينسج لنا من الحياة أوهاما وأخيلة وصورا توسع لنا قليلا من أفق حياتنا المادية الضيقة  وتجعل منها عيدا متواصلا....... وتقبلي سيدتي المرأة أصدق التهاني

lundi 4 mars 2013

ألوان الخوخ




صدفة .... لم يعد العالم بعدها كما تعودت أن يكون، من سنوات كنت قد حددت اتجاهي وطلقت أحلام الشباب وأطعت قدري وألقيت رداء الفلسوف وعصاي على كاهلي وسرت الدرب غافلا لا أنتظر شيئا ولا أتوقع أن تعبر قلبي أشعة شمس النهار ولا أن تتألق في سماء ليله نجمة هادئة ... وجاءت الصدفة وفتحت صدري وغرست بداخله خوخة  امتزجت ألوانها بين البرتقالي والرخامي الأبيض  كقصيدة غزل فردوسية الألوان .... لو نجحت في وصف تلك الألوان وكتابة مقطع من تلك القصيدة لقام لي  شعب من العشاق والشعراء من كل العصور وبايعوني أميرا لهم، ولكن لا القلم يغني ولا المفردات... سيرحل بي الخيال  إلى موسوعة الأوان ولكن كيف يتجلى امتزاج البرتقالي والرخامي الأبيض في قافيتي أنا وهو الرهيف الخفيفة كنسمة طفولة أثمرت على  أغصان الخوخ، كيف يتألق تماهي ألوان النار وشلال  الدهب المنهطل على كتفيها .... عندما أفكر في وصف ألوان الخوخ تطرقني خواطر يهرب بي الخيال إلى ما بعد السماء وتهرب مني الكلمات إلى ما بعد اللانهاية  وينقطع التيار بين أناملي وقلمي فترتسم اللوحة في عيني وتأبى  أن أضعها في قفص الكلمات، ترفرف حرة في عيني في تعاليها عن الورق،فكيف تصبح الألوان إيقعا ساحرا خارج مقامات اللغة، كيف تنفلت من أحابيل الحروف ...؟؟
لما ينهمر شلال الذهب وتخطر علي ألوان الخوخ  يرفع ترفع قصائد الغزل يداها معلنة اتسلامها النهائي وتسلم القوافي مفاتيح مدن الشعر من دون مقاومة، وتتفكك كل والأجهزة والأنظمة الداخلية للغات الدنيا وتخر الحروف سجودا وركوعا .. عندما تهب نسائم الخوخ.... يختلس الدنيا حلم خفيف كلحظة هناء متعالية عن قوانين الزمن، وتظافر البرتقالي والرخامي الأبيض وتتظافر ألوان النار والذهب على أعمدت الشلال  لتحيطها بإطار بديع من الهمسات والنسمات تغير مناخ الكرة الأرضية وتوقف دورانها وتغدو اللحظة عيدا من الألوان ويصبح العصفور معلما يعلم الأحياء والأشياء كيف ينتثر عبير زهرة الخوخ وكيف يتمايل شلال من اللهب المقدس على كتفي العذراء ويأخد منها حياتها القديمة وتاريخها القديم ويخلقها جديدة  من لحن نكهة الخوخ .... فكيف لي أن أصف ألوان الخوخ ؟؟
عندما تحتفل ألوان على وجنتي الخوخة يبدأ تبدأ نهاية الشعر وتتيه  الكلمات على أرصفة القواميس وتهجر المحسنات البديعية بساتين العشق وتضرع  العصافير إلى الله أنزل لنا كتابا نتلوه في شريعة الهوى لعلني نعرف كيف يهتز غصن الخوخ .. فكيف لي أن أصف ألوان الخوخ؟؟
كيف لي أن أتكلم حين يفاجئني لون الخوخ كالوحي حين ألقي بالدنيا من على كاهلي لأنام، كيف لي أكتب حين ترسم لي ألوان الخوخ عصفورا مضيئا  يقول لي تأمل وتألم فلا أستطيع الكلام، كيف لي أن أصف حين أراقب براعم زهر الخوخ تشقق صدري وتشع في ألوانها ويخترق نورها أضلاعي ويفضحني في دنيا العشاق...