"لا يكلف الله نفسا إلا وسعها" صدق الله العظيم ... فلما أكلف نفسي ما ليس في وسعها ؟؟ هذا حيف، وجور مني على حق أحق الناس بإنصافي.. إنه أنا، نعم ... لقد خالفت مشيئة الله في العدل عن جهالة وفساد رأي حين أجحفت نفسي إجحافا لا قبل لها به، وكنت من الآثمين، وأي إثم أعظم عند الله من ظلم المرء لنفسه وجوره عليها، وأي ظلم أظلم من ظلم المرء لنفسه التي أتمنه الله عليها وجعلها وديعة بيني يديه، وأي نفس في الدنيا أحق بعدل الرجل من نفسه، ثم إن الحكمة تقول من لم ينصف نفسه وقسى عليها لم ينصف الناس وكان أقسى عليهم، ولا أعول إلا على غفران الله وسعة عفوه، فلتغفر لي اللهم إنك سميع الدعاء واسع الرحمة، ولكن لن تتم توبتي وتكتمل إلا إذا صدقها العمل، فالندم شرط لازم ولكنه ليس كافي لتكون الثوبة نصوح، فالرجوع عن الإثم أمر ضروري .... فلأرجع إذا عن الإثم مصداقا لحسن نيتي ولأضع عليها حملها الذي حملتها إياه بغير وجه حق، ولأصرخ بهذه الصراحة الثقيلة التي قوضت ظهري... فاسمعني والتمس لي المعاذير واعلم أنني لا أقول هذه الصراحة رغبة في إيذائك، فإني أبعد ما أكون عن هذا القصد السيء المشين، وأنت تعلم أنه لا فائدة ترجى لي بإيذائك، ولكن أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولك التماسا لبعض الراحة، ورغبة في التخلص من هذا الرأي الملح الذي يكاد يفجر أضلاع صدري .... فاسمعني واصبر صبرا جميلا واحتسب!!
هذا رأي فيك سأقوله بكل صراحة، واعلم أني تكبدت في كتمانه من العناء ما لا سبيل لتصوره، ولا أعلم لما كنت أكتمه حين كان يجب أن أنضح به تخفيفا عن نفسي وتنويرا لنفسك وعقلك، ربما هو الحرص على علاقة ظاهريا طيبة، وانضباطا لما توارثناه من أعراف وسخافات ترسبت على أنفسنا كما يترسب الصدأ على المرآة ويسمونها حسن اللياقة، وأي لياقة في كثمان الحقيقة والظهور بابتسامة منافقة نزدريها ونكرهها في دواخل أنفسنا، وأي أدب في تدليس الحقائق والكذب على النفس، وأي قهر كنت أمارس على تلك الابتسامة المسكينة كأني أدفع بها إلى خطوط النار، لقد كنت ديكتاتورا، ربما كنات ديكتاتوريتي أعمق من ديكتاتورية اسطالين وأنا أقمع بركان الضحك الساخر المزدرى الذي كان يدفع أضلاع صدري طلبا للحرية كلما خصني القدر بحضور أحد جدالاتك المتكررة الثقيلة على النفس، وأنت مشتبك في هرائك تتخبط مصدقا ما تقول بحركة يديك وحاجبيك بكل ثقة، كأنك تمسك لجام الحكمة بين يديك تقودها طائعة.... أيها المغرور المخدوع في نفسه، ألا تساءل نفسك، ألا تشك ولو قليلا، قد لا تشك في نفسك وفي آرائك وهذا أمر مفهوم لأن نفسك خدعتك وأعمت بصيرتك عن كل نقيصة فيها، ولكن لما لا تشك ولو قليلا في قدرة الناس على الفهم وقدرتهم على إدراك الصواب، فقلي لماذا يبدو الناس في عينيك أغبياء مخبولون مغفلون لا يفقهون شيئا من أمور الدين الدنيا، ربما يحبك الله فآثرك بالحكمة من دون خلقه جميعا وألقى في روعك الحقيقة كاملة وقسم على باقي خلقه الغباء...
صدقني ... كلما قفزت صورتك إلى دهني تجادل على عادتك، أرثيت لهؤلاء العلماء والفلاسفة، هؤلاء العظماء الذين عرفوا كثيرا وظلوا إلى آخر حياتهم ظمأى إلى المعرفة يتساءلون عن حقيقة الأشياء ويفتشون عن ماهيتها، يشكون فيما يعرفون وينشدون اليقين بلا جدوى، كلما تذكرتك قفزت إلى دهني صورة سقراط يبحث عن الحقيقة في شوارع أتينا فلا يظفر بها، وأتذكر ديكارت فأقول الله يرحمك أيها الشاك لولا أنك راقد بسلام في قبرك لسافرت إليك مهما كلفني الأمر لعلك تخلصني من فيلسوف اليقين الذي رمانا به القدر في آخر عمر الحكمة والفلسفة ....
ماذا أقول لك أيها المغرور المتحجر، لا أملك أمامك إلا أن أتحير من ثقتك بحكمتك، أريد أن أقول لك إني أكره أمثالك من المغرورين، فالمخدعين أمثالك دائما ضد أي تقدم وأي تجديد تأتي به البشرية، لأنهم يعتقدون أن ما يعرفونه هم هو اليقين وما يأتي به الآخرون هو الباطل، ويرفضون أن يخضعوا هذا التجديد للتجريب، يرفضون كل شيء قبل أن يعرفوه ويناقشوه اعتقادا منهم بأنه ليس لدى الآخرين ما يضيفونه إليهم وإلى محيط معارفهم المتلاطم وأنهم لديهم هم فقط وحدهم اليقين، فأنت تسير على طريق أسلافك من المتصلبين التحجرين ... أعداء كل فكر لا يأتي من عندهم .... أعداء الفكر الحر في كل عصر
أقول هذا لأبرأ نفسي أمام نفسي وأرتاح، فلست أطمع في أن تستفيق فجدار غرورك أمتن من أن تخترقه كلمات .... فإنك ستسمع لي ثم تستشيط غضبا وستقنعك نفسك من دون كبير عناء بأنني واحد من حسادك لما أوتيت من الحكمة ورجاحة عقل ثم ترفع منكبيك استخفافا وتذهب..
هذا رأي فيك سأقوله بكل صراحة، واعلم أني تكبدت في كتمانه من العناء ما لا سبيل لتصوره، ولا أعلم لما كنت أكتمه حين كان يجب أن أنضح به تخفيفا عن نفسي وتنويرا لنفسك وعقلك، ربما هو الحرص على علاقة ظاهريا طيبة، وانضباطا لما توارثناه من أعراف وسخافات ترسبت على أنفسنا كما يترسب الصدأ على المرآة ويسمونها حسن اللياقة، وأي لياقة في كثمان الحقيقة والظهور بابتسامة منافقة نزدريها ونكرهها في دواخل أنفسنا، وأي أدب في تدليس الحقائق والكذب على النفس، وأي قهر كنت أمارس على تلك الابتسامة المسكينة كأني أدفع بها إلى خطوط النار، لقد كنت ديكتاتورا، ربما كنات ديكتاتوريتي أعمق من ديكتاتورية اسطالين وأنا أقمع بركان الضحك الساخر المزدرى الذي كان يدفع أضلاع صدري طلبا للحرية كلما خصني القدر بحضور أحد جدالاتك المتكررة الثقيلة على النفس، وأنت مشتبك في هرائك تتخبط مصدقا ما تقول بحركة يديك وحاجبيك بكل ثقة، كأنك تمسك لجام الحكمة بين يديك تقودها طائعة.... أيها المغرور المخدوع في نفسه، ألا تساءل نفسك، ألا تشك ولو قليلا، قد لا تشك في نفسك وفي آرائك وهذا أمر مفهوم لأن نفسك خدعتك وأعمت بصيرتك عن كل نقيصة فيها، ولكن لما لا تشك ولو قليلا في قدرة الناس على الفهم وقدرتهم على إدراك الصواب، فقلي لماذا يبدو الناس في عينيك أغبياء مخبولون مغفلون لا يفقهون شيئا من أمور الدين الدنيا، ربما يحبك الله فآثرك بالحكمة من دون خلقه جميعا وألقى في روعك الحقيقة كاملة وقسم على باقي خلقه الغباء...
صدقني ... كلما قفزت صورتك إلى دهني تجادل على عادتك، أرثيت لهؤلاء العلماء والفلاسفة، هؤلاء العظماء الذين عرفوا كثيرا وظلوا إلى آخر حياتهم ظمأى إلى المعرفة يتساءلون عن حقيقة الأشياء ويفتشون عن ماهيتها، يشكون فيما يعرفون وينشدون اليقين بلا جدوى، كلما تذكرتك قفزت إلى دهني صورة سقراط يبحث عن الحقيقة في شوارع أتينا فلا يظفر بها، وأتذكر ديكارت فأقول الله يرحمك أيها الشاك لولا أنك راقد بسلام في قبرك لسافرت إليك مهما كلفني الأمر لعلك تخلصني من فيلسوف اليقين الذي رمانا به القدر في آخر عمر الحكمة والفلسفة ....
ماذا أقول لك أيها المغرور المتحجر، لا أملك أمامك إلا أن أتحير من ثقتك بحكمتك، أريد أن أقول لك إني أكره أمثالك من المغرورين، فالمخدعين أمثالك دائما ضد أي تقدم وأي تجديد تأتي به البشرية، لأنهم يعتقدون أن ما يعرفونه هم هو اليقين وما يأتي به الآخرون هو الباطل، ويرفضون أن يخضعوا هذا التجديد للتجريب، يرفضون كل شيء قبل أن يعرفوه ويناقشوه اعتقادا منهم بأنه ليس لدى الآخرين ما يضيفونه إليهم وإلى محيط معارفهم المتلاطم وأنهم لديهم هم فقط وحدهم اليقين، فأنت تسير على طريق أسلافك من المتصلبين التحجرين ... أعداء كل فكر لا يأتي من عندهم .... أعداء الفكر الحر في كل عصر
أقول هذا لأبرأ نفسي أمام نفسي وأرتاح، فلست أطمع في أن تستفيق فجدار غرورك أمتن من أن تخترقه كلمات .... فإنك ستسمع لي ثم تستشيط غضبا وستقنعك نفسك من دون كبير عناء بأنني واحد من حسادك لما أوتيت من الحكمة ورجاحة عقل ثم ترفع منكبيك استخفافا وتذهب..