mercredi 28 novembre 2012

اسمعني ... ارتاح قليلا

"لا يكلف الله نفسا إلا وسعها" صدق الله العظيم ... فلما أكلف نفسي ما ليس في وسعها ؟؟ هذا حيف، وجور مني على حق أحق الناس بإنصافي.. إنه أنا، نعم ... لقد خالفت مشيئة الله في العدل عن جهالة وفساد رأي حين أجحفت نفسي إجحافا لا قبل لها به، وكنت من الآثمين، وأي إثم أعظم عند الله من ظلم  المرء لنفسه وجوره عليها، وأي ظلم أظلم من ظلم المرء لنفسه التي أتمنه الله عليها وجعلها وديعة بيني يديه، وأي  نفس في الدنيا أحق بعدل الرجل من نفسه، ثم إن الحكمة تقول من لم ينصف نفسه وقسى عليها لم ينصف الناس وكان أقسى عليهم،  ولا أعول إلا على غفران الله وسعة  عفوه، فلتغفر لي اللهم إنك سميع الدعاء واسع الرحمة، ولكن لن تتم توبتي وتكتمل إلا إذا صدقها العمل، فالندم شرط لازم ولكنه ليس كافي لتكون الثوبة نصوح، فالرجوع عن الإثم أمر ضروري .... فلأرجع إذا عن الإثم مصداقا لحسن نيتي ولأضع عليها حملها الذي حملتها إياه بغير وجه حق، ولأصرخ بهذه الصراحة الثقيلة التي قوضت ظهري... فاسمعني والتمس لي المعاذير واعلم أنني لا أقول هذه الصراحة رغبة في إيذائك، فإني أبعد ما أكون عن هذا القصد السيء المشين،  وأنت تعلم أنه لا فائدة ترجى لي بإيذائك، ولكن أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولك التماسا لبعض الراحة، ورغبة في التخلص من هذا الرأي الملح الذي يكاد يفجر أضلاع صدري .... فاسمعني واصبر صبرا جميلا واحتسب!!  

 هذا رأي فيك سأقوله بكل صراحة، واعلم أني تكبدت في كتمانه من العناء ما لا سبيل لتصوره، ولا أعلم لما كنت أكتمه حين كان يجب أن أنضح به تخفيفا عن نفسي وتنويرا لنفسك وعقلك، ربما هو الحرص على علاقة ظاهريا طيبة، وانضباطا لما توارثناه من أعراف وسخافات ترسبت على أنفسنا كما يترسب الصدأ على المرآة ويسمونها حسن اللياقة، وأي لياقة في كثمان الحقيقة والظهور بابتسامة منافقة نزدريها ونكرهها في دواخل أنفسنا، وأي أدب في تدليس الحقائق والكذب على النفس، وأي قهر كنت أمارس على تلك الابتسامة  المسكينة كأني أدفع بها إلى خطوط النار، لقد كنت ديكتاتورا، ربما كنات ديكتاتوريتي أعمق من ديكتاتورية اسطالين وأنا أقمع بركان الضحك الساخر المزدرى الذي كان يدفع أضلاع صدري طلبا للحرية كلما خصني القدر بحضور أحد جدالاتك المتكررة الثقيلة على النفس، وأنت مشتبك في هرائك تتخبط مصدقا ما تقول بحركة يديك وحاجبيك بكل ثقة، كأنك تمسك لجام الحكمة بين يديك تقودها طائعة.... أيها المغرور المخدوع في نفسه، ألا تساءل نفسك، ألا تشك ولو قليلا، قد لا تشك في نفسك وفي آرائك وهذا أمر مفهوم لأن نفسك خدعتك وأعمت بصيرتك عن كل نقيصة فيها، ولكن لما لا تشك ولو قليلا في قدرة الناس على الفهم وقدرتهم على إدراك الصواب، فقلي لماذا يبدو الناس في عينيك أغبياء مخبولون مغفلون لا يفقهون شيئا من أمور الدين الدنيا، ربما يحبك الله فآثرك بالحكمة من دون خلقه جميعا وألقى في روعك الحقيقة كاملة وقسم على باقي خلقه الغباء...

صدقني ... كلما قفزت صورتك إلى دهني تجادل على عادتك، أرثيت لهؤلاء العلماء والفلاسفة، هؤلاء العظماء الذين عرفوا كثيرا وظلوا إلى آخر حياتهم ظمأى إلى المعرفة يتساءلون عن حقيقة الأشياء ويفتشون عن ماهيتها، يشكون فيما يعرفون وينشدون اليقين بلا جدوى، كلما تذكرتك قفزت إلى دهني صورة سقراط يبحث عن الحقيقة في شوارع أتينا فلا يظفر بها، وأتذكر ديكارت فأقول الله يرحمك أيها الشاك لولا أنك راقد بسلام في قبرك لسافرت إليك مهما كلفني الأمر لعلك تخلصني من فيلسوف اليقين الذي رمانا به القدر في آخر عمر الحكمة والفلسفة ....   

ماذا أقول لك أيها المغرور المتحجر، لا أملك أمامك إلا أن أتحير من ثقتك بحكمتك، أريد أن أقول لك إني أكره أمثالك من المغرورين، فالمخدعين أمثالك  دائما ضد أي تقدم وأي تجديد تأتي به البشرية، لأنهم يعتقدون أن ما يعرفونه هم هو اليقين وما يأتي به الآخرون هو الباطل، ويرفضون أن يخضعوا هذا التجديد للتجريب، يرفضون كل شيء قبل أن يعرفوه ويناقشوه اعتقادا منهم بأنه ليس لدى الآخرين ما يضيفونه إليهم وإلى محيط معارفهم المتلاطم وأنهم لديهم هم فقط وحدهم اليقين،  فأنت تسير على طريق أسلافك من المتصلبين التحجرين ... أعداء كل فكر لا يأتي من عندهم .... أعداء الفكر الحر في كل عصر

أقول هذا لأبرأ نفسي أمام نفسي وأرتاح، فلست أطمع في أن تستفيق فجدار غرورك أمتن من أن تخترقه كلمات .... فإنك ستسمع لي ثم تستشيط غضبا وستقنعك نفسك من دون كبير عناء بأنني واحد من حسادك لما أوتيت من الحكمة ورجاحة عقل ثم ترفع منكبيك استخفافا وتذهب..

vendredi 23 novembre 2012

تفاؤل

شيء جميل أن ترى التنافس حول مقاد مكتب الطلبة، وشيء جميل أن ترى أكثر من لائحة تنزل على الساحة ببرنامج يسطر أهدافها ويوجه طريقها في العمل، وشيء جميل أن تدخل المقصف قاصدا إحدى الموائد لتصيب شاي أو قهوة المساء ثم تجلس إلى مائدة فإذا بك تجد نفسك في نقاش حول الولاية المقبلة وبرامج اللوائح، فتقحم نفسك في حر النقاش وتخوض في تحليل الأمور وتركيبها وتقضي ما شاء الله لك من الوقت ثم تغادر راضيا مرضيا آملا متفائلا، هذه متعة جديدة لم نعشها من قبل، وهذا رقي يجب نفخر به... ولكن يجب أن نفخر بحدر، ويجب أن نتفاءل بحدر، فليس من الحكمة أن ننساق وراء تفاءل أبله ليس من الحقيقة في شيء، ثم إن العقل الراجح يضع أمام عينيه كل الاحتمالات الممكنة ويحسب لها حسابها مهما قل احتمال وقوعها ويعد لها عدتها...
هذا هو حديث الساعة، وهذا هو الإيقاع الذي يتمايل معه المعهد، وربما هذا هو السؤال الذي يراود الكثير خصوصا مع الموارد الجديدة التي أنعشت صدوق المكتب: من هي اللائحة التي ستوكل إليها أصوات الطلبة تصريف  أعمالهم للولاية المقبلة، لعله سؤال على قدر كبير من الأهمية، ولكنه ليس الأهم، فلترتدي هذه اللائحة التي ستتولى أمر المعهد أي لون شاءت، ولتقم بأمر المعهد كما شاءت لها حكمتها السياسية، ليس هذا أمرا ذا بال، ولكن أمرا آخر يلح،  يجب أن تضعه أنت كطالب  نصب عينيك وأنت تمارس حياتك الطلابية، ويجب تضعه  اللائحة الفائزة نصب أعينها وهي تمارس صلاحياتها في تسير شؤون الطلاب، إنها  مسألة المحاسبة، ذلك أن السياسة في معهدنا أصبحت على قدر من النضج تحتم معه التفكير في ربط مفهوم المسؤولية بمفهوم المحاسبة، ولكن علينا أولا أن أ نفهم ماذا نعني بالمحاسبة، ونضع لها قواعد معقلنة واضحة، فتكون المسؤوليات واضحة والتبعات واضحة، وهنا يجب أن نتطرق لمقالة تتردد على ألسن كثير من الطلبة،  ألا وهي الدعوة إلى اختيار اللائحة التي تحسن بها النية، ونرى فيها إخلاصا للمعهد وطلابه، هذا خطاب قاصر لا يرى أبعد مما تتيح له قدرة عينيه، ولا يستشعر إلا ما يحيط به عن قرب، علينا أن نتخلص منه ونلتفت إلى الوراء ونتعظ بدروس الماضي ثم نلتفت إلى الأمام ونستشرف المستقبل ونتفادى ما أمكننا تفاديه من خطوبه، وعليه فحسن النية والدين لا يكفيان معا  لاختيار اللائحة، فقد تتوفر حسن النية ولا تتوفر المهارة السياسية، وقد يتوفر الدين ويتوفر معه جهل بقواعد اللعبة، فما الذي يكفي إذا ؟ البرنامج وحده يكفي، عندما تفكر في التصويت فلا تطرح الكثير من الأسئلة، فقط توجه لصبورة الإعلانات ومر على البرامج وتدارسها بينك وبين نفسك أو بينك وبين رفاقك ثم صوت للبرنامج الذي بدى لعقلك أكثر معقولية وغض البصر عن أفراد اللائحة و أشكالهم وأديانهم أو درجات تدينهم، وما يحملونه من قناعات، لأن ذلك لا يهمك في شيء يذكر، ولا يمسك من قريب ولا من بعيد، أنت تعرف برنامج يجب أن ينفد فإن لم ينفذ كما يجب يأتي دور المحاسبة الصارمة...
لم يحين دور المحاسبة الصارمة بعد، ولكن  حان الوقت أن نتخلص القشور ونباشر العمل في تأسيس دمقراطية حقيقية  تربط المسؤولية بالمحاسبة و قبل ذلك فلنؤصل لهذه المحاسبة وندع لها القواعد المتينة. 

mardi 20 novembre 2012

أشجان

  اليوم ... وحدي وكأس شاي قاسي ... أتألم
كنت قد نسيت هذا الشعور ... وانمحت من القلب كل الأثار  وتحطمت الصور
كنت أتردد في نفسي ... أنا كل يوم
نفس النظرة الجامدة ... نفس الشرود ... ومقاطع الحلم
هنا ....تشكلت من جديد.. وتبلورت الحياة
وبنت قلاعها ومدنها في مستقبل لا أعيشه إلا أنا
ولأني أصدق حلمي الكاذب ... خطوت أبتسم
ولأني أنس بسرعة ... خطوت بفرحة كخيوط الفجر
خلقني حلمي أميرا ... وضع على رأسي التاج وفي يدي الصولجان ومفاتح المدية
وقال: إياك أن تتذكر .......
لم أتذكر ... وكان حلمي حنان مخبوء في فؤاد دافئ
كان حلمي ماء عذب يشق الصخور
كان حلمي وردة بيضاء ... تنبت في كفي 
كان حلمي حمامة بيضاء ... تحط على كتفي
كان حلمي موسيقى .... هادئة
بسمة غامضة.... حلمي نجمة في عينيك
كان حلمي .... حلم
لم يكن حقيقة ... لم تكوني معي
وعدت لا شيء معي ..... سوى زفرات
الآن ... أحاول أن أستعيد نظرتي الجامدة
 وحدي... وكأس شاي قاسي .... أتألم

mardi 13 novembre 2012

نزلة أحلام


طرقت باب الغرفة ثم دفعه ودخلت، كان مستلقيا على ظهره، رجلاه ممدودتان ويداه مشبوكتان خلف رقبته.. ووجهه مشرق بابتسامة بلهاء تكاد تكون السعادة في صفائها... ابتسمت دون أن أعرف متى ابتسمت ولما، وقلت:

ـ أراك سعيدا، مع أن كل الظروف تدعوا إلى غير ذلك، ربما هناك شيء تخبرني به ...!!
ـ نعم كنت أخطط لحياتي ... !!
 ينام اثنتي عشر ساعة، يفتح الفايسبوك لست  ساعات ويقسم  ما تبقى بين المطعم والمقصف والتسكع... ربما قرر أن يعكس منطق حياته، يدرس اثنتي عشر ساعة، يقرأ أربع ساعات، يتسلي ساعتان وينام ست ساعات، إذا كان الأمر كذلك فإن المسألة تستحق الاهتمام والتشجيع فقررت أن أبدي اهتمامي بالمسألة وابدل له ما استطعت من التشجيع، فقلت في بجدية:
ـ قل لنا... احكي كلنا  آذان مصغية.
اعتدل في جلسته، ونظر إلي بجدية وراح يحكي:
لقد فكرت جيدا هذا الصباح وقررت ان أتزوج، ولكن اعترضتني مشكلة أين سأجدها ..يعني زوجتي !! كل مشكلتي الآن أن أراها، فإن رأيتها في مكان ما فإنني سأعرفها بالتأكيد، إنها جميلة كالوردة معتدلة كالغصن مهدبة كالحمامة خفيفة كالنسمة، من أسرة محترمة من الطبقة المتوسطة مثلي تماما، مثقفة وعل درجة عالية من الدراية بعلم الحياة،
سأراها لأول مرة في باب الكلية تحمل حقيبة يد صغيرة وتتأبط كراسة من الحجم الكبير  ذاهبة في خطاها الوئيدة إلى الدرس،  من

vendredi 2 novembre 2012

وسرنا ........!!!

وسرنا جنبا إلى جنب، أيتهاا للأخطار كوني أو لا تكوني نحن ذاهبان، هبي أيتها الرياح واعصفي يا عواصف...لقد تخففنا من خوفنا ووضعنا عنا أوزار كل الأزمنة الفانية وكل الأزمنة الآتية، وسلمنا لك زمام أمرنا فاذهبي بنا حيث شئت ولا تترددي، لا مكان يحدنا ولا زمان يحتوي أحلامنا، نحن الاثنان أشسع من المكان ومن كل أبعاد الزمان، نحن حضارة العشاق ... نحن كل القصائد.. نحن آهات حائرة.... هكذا قلنا وتاه الزورق في بحر  من النجوم ...  في أعالي السماء... هناك .. هناك !! أنظر إلى ذلك الفضاء الواسع وانظر إلى تلك النجمة في قلب الفضاء.... تلك التي تحدق بنا في شيء يشبه الحزن او الحكمة .... تلك النجمة تعرف  قصتي... همست لها: أنا حضارة العشق انا مجد العشاق..... هذه كل القصائد وكل الخواطر وكل الآهات الحائرة !!  وبكت النجمة دون أن نعرف لها لعبراتها سبب .... تركناها تذرف وحملتنا نسمة، وأنشدتنا السعادة أعذب أنغامها وطرنا مع الفراشات ورقصنا... شربنا كأس المتعة المترعة، آه...أيتها السعادة لماذا مت شابة ؟؟ لماذا مالت أشعة الحيات إلى غروب الموت ... غابت وهي تلوح بيدها اليمني... وجلست على خشب زورقي  المتآكل  صامتا وحيدا ونطرت إلى تلك النجمة ... آثار أظافرها في شعري وأحمر الشفاه ... لماذا أيتها الوحدة ... لماذا تشل سمعي أيها الصمت .... ولما تطاردني أيها الماضي ... الآن أعلم لما بكت  النجمة هناك بعيدا هناك ... ودخلت برزخ الصمت !!