mercredi 30 octobre 2013

رحلة برلمانية روحاينية





صوت رجولي قوي النبرة بعيد الصدى ناضج البحة، يرتفع من إيقاع موسيقي إلى إيقاع آخر في منحنيات سلسة تصل بين الأدنى والأعلى بلطف بالغ يخفي النقلة ويجعلها سائغة سهلة سجية تشنف لها الأذن، ويطرب القلب، وتعرج بالوجدان في أكوان موسقية بعيدة بليغة حول معاني روحانية مركزة في أهات تتصل وتنفصل وتتصاعد كعبق أبخرة فردوسية، تسري عبر المسام في مسارات الجسد المادي المحبوس في الزمان والمكان فيندفع في ثورة حركية بحثا عن حريته  ليلحاق بالروح إلى تلك العوالم العليا فيدور في مدارات متناسقة يخيل لمن يسبح فيها أنه ارتقى أسباب السماوات العلى حيث تتردد تلك التغريدة في عوالم الكمال والمثال... هكذا سافر هذا البرلاني المغربي المبدع بالجلسة وما فيها في رحلة موسيقية روحانية نقية ـ بقلم فؤاد أفندي ـ .
  .

vendredi 25 octobre 2013

أريد أن أراك كي أتجدد



 ليس لدي أفكار جديدة قد تنور القراء وتثري عقولهم كما أنه ليس لدي خواطر جديدة رائعة قد تفتح خيالاتهم وتطيب نفوسهم، أفكاري بالية، خواطري متآكلة،  كلي قديم، ومع هذا  أشعر برغبة شديدة في الكتابة، إنها رغبة قديمة أيضا، تهب بداع تارة وبغير أخرى، وحين تجتاحني كما تجتاحني الآن يكون من الواجب أن أشبعها، يجب أن أكتب وإلا لن ينتهي ليلي،  تكاد تكون نشوة أونزوة وشهوة، لا أعرف ربما نوع من المخدر، أريد أن أنقر على أزرار حاسوبي، أصابعي تأمني ألما خفيا يشعرني برغبة ما، وصدري مليئ بشيء غامض، وعيناي تقرآن الناس لعلهما تلمسان بسمة جميلة على وجه جميل شفاف يحررني أو رشة حزن شفيف على وجه حقيقي صادق التعابير يحركني، وذاكرتي تقرأ نفسها مليا فلا يستوقفها لمعان أو بريق، كل شيء باهت بارد، فماذا أكتب يا ترى ...
سأحكي يومي هذا، وإنه ليوم تافه، قضيته في أشياء تافهة، أو لنقل قضيت نصفه الثاني فقط، أما نصفه الأول فكنت أتقلب في نوم متعب، هو راحة عنيفة، فاتني الفطور مع العائلة كما كان يفوتني من قبل وكما سيفوتني من بعد، ولم يحن بعد موعد العذاء، ناديت أمي وما زلت مفسوخا في فراشي أسألها هل هناك ما يقضم، ترد انتظر أعد لك فطورك ماذا تريد ؟؟ فأدير في رأسي كل ما يمكن أن يكون في دارنا من ألوان الطعام في هذا الوقت، شاي أو حليب زيت زيتون بيض وزبدة كل هذه الألوان لا يمكن أن  تعجبني في هذه الظروف، بل تثيرني فأصرخ لا أريد شيئا، سأخرج الآن، أقوم إلى الحنفية أرشق وجهي بالماء وأتوهج إلى الخارج، لحيتي تقطر، أكره أن أنشفها ثم ليس لدي وقت لذلك،  أمي تلح علي في تناول لقمة قبل الخروج، في غالب الأحيان أجد عذرا كما اتفق ولكن هذا الصباح لم أستطع أن أفكر في الأعذار، فقط قلت لها وأنا أمشي في سلام تام: تعرفين أني لن أعود إلا قبل الظلام بقليل لأتزود ثم أخرج من جديد فلمذا نشترك في هذه التمثيلية كل صباح يا أمي، وخرجت، لا شك أنها كانت تبتسم، أنا أعرفها جيدا وهي تفهمني جيدا، قطعتي بسكويت أتناولهما مشيا  إلى نفس المكان، لأرى نفس الوجوه، لنخوض معا تلك الأحاديث التي نخوض كل يوم، حتى إذا قرصنا الجوع، جعلنا نجيلها في أنفسنا في تفاهم صامت، نريد أن نذهب، ولكن أحاديث المجلس التافهة تشدنا ويعينها الكسل، وربما بعد ساعتين أو ثلاث من أول إنظار تفرق شملنا وقصد كل منا طريقا على أمل اللقاء، هكذا أعود إلى البيت أحث الخطوات، أريد أن آكل أي شيء وإن كان من قائمة الصباح، وبعدها القليل من الأنترنيت وتفهات المواقع الاجتماعية، ليأتي الليل فأخرج إلى سهرتي الليلية مع الأصحاب تحب النجوم حتى تسلمنا أحاديثنا التافهة إلى الهزيع الأخير من الليل فأدخل الدار على أطراف الأنامل وأتوجه إلى الثلاجة بعدما فاتني العشاء مع العائلة كما فاتني الغداء وقبله الفطور، أزورها زيارة خفيفة تم إلى غرفتي أقرأ مسرحية مسلية وأنام عندما يبهر ضوء الصباح.
هذا يومي، أو هذه نسخة طبق الأصل لأيامي، ليس هناك ما يملأ عيني، كل شيء رخيص لا يستحق أن لا أكون كسولا من أجله، فمتى أراك كي أتجدد، كي يعيد ذلك الشعاع المنبعث من عميق عميييييق عينيك تركيب المادة الخظراء في خيالي من جديد ويدب الدفئ والحياة في حياتي الميتة.