
هل
أقول أحبك ؟ هل أكتب إليك أشكي وأندب حالي وأتوجع وأتضرع إليك؟ هل أبسط أمامك
خريطة العذاب وأقول لك مري عليها بعينيك لعل تستوقف انتباهك سلاسل جبال الشوق
ومنخفضات الصبابة ثم أنتظر أن يتحرك قلبك عطفا أو تعاطفا وترتسم على شفتيك
بسمة رثاء؟؟؟ لا لا أريد عطفا ولا تعاطفا سأعلق نسفي في حبال قلبي مبتسما شامخا
وأنا أصرخ لا أريد رثاء فأنا أقوى من الرثاء.. لا لن أقول أي شيئ من هذا ولن أفعل
أي شيء من هذا على الإطلاق، لماذا ؟ لأن ذلك هو الغباء، هو السخف، هو التفاهة، هو
كل شيء لا يليق بي، لا لأني متكبر لا أحب أن أعترف ولا لأني جبان أخاف أن أبوح،
فالكبر والجبن ليسا من مهاراتي،ولكني أرها أشياء لن تقدم لك شيئا جديا على الإطلاق
يثير انتباهك ويثير فيك بعض الفضول، ألم يقل "أحبك" قبلي شعوب من
العشاق، ألم تكب الرسائل ألم تنظم القصائد ألم يفعل العشاق كل العجائب والغرائب،
بلى كل شيئ قيل كل شيء حصل وتكرر،فبالله أي شيئ يستحق الحكي في قصتي ....
لا
أعرف .. لا أعرف على وجه الدقة والتحديد ما سيخطر على بالك لو أقول لك
"أحبك" ، ربما تجدين الأمر طبيعيا جدا وربما تبتسمين ساخرة وربما
تملكين روحا بسيطة طيبة فتمسكين يدا بيد وتقولين على استحياء من نفسك الحمد
لله أني محبوبة، نعم لا أعرف، ولا أريد أن أعرف، فالأمور الثلاثة سواء عندي، وفيما
يهمني أن أعرف، فمذا يعني أن أعرف أو لا أعرف، ماذا يغير من حالي أن أعرف إلا أن
يزيد مما أنا فيه، وما الذي سيزيد؟ هل بقي شيئ يزداد ؟؟هل بقي في نفسي أو قلبي
متسع للمزيد؟؟ لقد اكتفيت وزدت عن الكفاية، هل تفيدني بعد اللذي حل بي معرفة أو
جهل، لا، لا شيء يفيدني ولا شيء يضرني، لم يعد يحركني حب ولا أمل ولا حاجة ولا
مزوة أنا الآن جسد عازل، مفقود، ميتا حي لا أدري أين ومتى وكيف أنا، أتفرج على
نفسي، أشاهد تارجدية مصيري بعيني ببرودة تامة لا تأخدني رحمة ولا عنف، فلما يا ترى
أقول لك أحبك ...
الحب
هذا الخير أو هذا الشر ـ لا أعرف ـ الذي يصيبنا فيليون لنا الحياة ألوانا صادقة
كاذبة ، جميلة بشعة، بيضاء سوداء، فيها كل شيء وفيها لا شيء، أي خداع هذا، وأي
صراحة هذه، إنها دوامة من التمويه لا أعرف فيهما كيف أستقر كيف أشعر أنني حقيقي لن
أتغير بعدها، كيف أعرف أنني لن أصبح مجنون مرة أرخرى، كيف أصدق نفسي، كيف أكون أكيدا
أنني لن أقول" أنت أول حب وآخر حب" مرة أخرى ...؟؟
رباه
!! كم صعب أن نقول الحقيقة لأنفسنا، كم صعب أن نتخلى عن أوهامنا، كم صعب أن نقرر
العيش بمعطيات الحياة المادية الموضوعية، إني لأفعل هذا بمرارة كبيرة، وبشجاعة
كبيرة أغبط عليها نفسي في بعض الأحيان وأكرهها في أحيان أخرى، ولكني رجل تعود أن
يجرح نفسه، تعود أن يحرمها ويتفنن في قسوته عليها، تعو د أن يصيح في وجه الحلم قف
هناك على بعذ ثلاثة أمتر ولا تقترب فأنا لست غرا حتى تلعب بعيوني، لست بريئا حتى
تلعب بقلبي، أنا
أقوى منك .... جلدي أصلب من تدميه مخالبك
آه
يا أنا !! يا أيها الرجل القوي الذي يسكنني، يا أيها الرحالة الذي لا تستوقفه أرض،
كم أنت قاسي وصلب وكم أحترم فيك هذه وتلك، إني أحترمك حين يمسح صوتك الصلف غبار
الحلم عن عيني، وكم أضيق بك لأني أريد أن أنهي حلمي ولو في حلم، لا أريدك أن تتحلى
عني، ولا أريدك أن تجرني وراء جموحك إلى الأبد، لا أعرف كيف أصبح صخرا قاسيا
مثلك ولا أعرف كيف أصرخ في وجهك اذهب إلى الجحيم وأتركني لحالي أعيش كما
يعيش الناس ....