dimanche 21 avril 2013

هل أقول أحبك ؟؟




هل أقول أحبك ؟ هل أكتب إليك أشكي وأندب حالي وأتوجع وأتضرع إليك؟ هل أبسط أمامك خريطة العذاب وأقول لك مري عليها بعينيك لعل تستوقف انتباهك سلاسل جبال الشوق ومنخفضات الصبابة ثم أنتظر أن يتحرك  قلبك عطفا أو تعاطفا وترتسم على شفتيك بسمة رثاء؟؟؟ لا لا أريد عطفا ولا تعاطفا سأعلق نسفي في حبال قلبي مبتسما شامخا وأنا أصرخ لا أريد رثاء فأنا أقوى من الرثاء.. لا لن أقول أي شيئ من هذا ولن أفعل أي شيء من هذا على الإطلاق، لماذا ؟ لأن ذلك هو الغباء، هو السخف، هو التفاهة، هو كل شيء لا يليق بي، لا لأني متكبر لا أحب أن أعترف ولا لأني جبان أخاف أن أبوح، فالكبر والجبن ليسا من مهاراتي،ولكني أرها أشياء لن تقدم لك شيئا جديا على الإطلاق يثير انتباهك ويثير فيك بعض الفضول، ألم يقل "أحبك" قبلي شعوب من العشاق، ألم تكب الرسائل ألم تنظم القصائد ألم يفعل العشاق كل العجائب والغرائب، بلى كل شيئ قيل كل شيء حصل وتكرر،فبالله أي شيئ يستحق الحكي في قصتي ....
لا أعرف .. لا أعرف على وجه الدقة والتحديد ما سيخطر على بالك لو أقول لك "أحبك" ، ربما  تجدين الأمر طبيعيا جدا وربما تبتسمين ساخرة وربما تملكين روحا بسيطة طيبة فتمسكين يدا بيد وتقولين على استحياء من نفسك  الحمد لله أني محبوبة، نعم لا أعرف، ولا أريد أن أعرف، فالأمور الثلاثة سواء عندي، وفيما يهمني أن أعرف، فمذا يعني أن أعرف أو لا أعرف، ماذا يغير من حالي أن أعرف إلا أن يزيد مما أنا فيه، وما الذي سيزيد؟ هل بقي شيئ يزداد ؟؟هل بقي في نفسي أو قلبي متسع للمزيد؟؟ لقد اكتفيت وزدت عن الكفاية، هل تفيدني بعد اللذي حل بي معرفة أو جهل، لا، لا شيء يفيدني ولا شيء يضرني، لم يعد يحركني حب ولا أمل ولا حاجة ولا مزوة أنا الآن جسد عازل، مفقود، ميتا حي لا أدري أين ومتى وكيف أنا، أتفرج على نفسي، أشاهد تارجدية مصيري بعيني ببرودة تامة لا تأخدني رحمة ولا عنف، فلما يا ترى أقول لك أحبك ...
الحب هذا الخير أو هذا الشر ـ لا أعرف ـ الذي يصيبنا فيليون لنا الحياة ألوانا صادقة كاذبة ، جميلة بشعة، بيضاء سوداء، فيها كل شيء وفيها لا شيء، أي خداع هذا، وأي صراحة هذه، إنها دوامة من التمويه لا أعرف فيهما كيف أستقر كيف أشعر أنني حقيقي لن أتغير بعدها، كيف أعرف أنني لن أصبح مجنون مرة أرخرى، كيف أصدق نفسي، كيف أكون أكيدا أنني لن أقول" أنت أول حب وآخر حب" مرة أخرى ...؟؟
رباه !! كم صعب أن نقول الحقيقة لأنفسنا، كم صعب أن نتخلى عن أوهامنا، كم صعب أن نقرر العيش بمعطيات الحياة المادية الموضوعية، إني لأفعل هذا بمرارة كبيرة، وبشجاعة كبيرة أغبط عليها نفسي في بعض الأحيان وأكرهها في أحيان أخرى، ولكني رجل تعود أن يجرح نفسه، تعود أن يحرمها ويتفنن في قسوته عليها، تعو د أن يصيح في وجه الحلم قف هناك على بعذ ثلاثة أمتر ولا تقترب فأنا لست غرا حتى تلعب بعيوني، لست بريئا حتى تلعب بقلبي،  أنا أقوى منك .... جلدي أصلب من تدميه مخالبك
آه يا أنا !! يا أيها الرجل القوي الذي يسكنني، يا أيها الرحالة الذي لا تستوقفه أرض، كم أنت قاسي وصلب وكم أحترم فيك هذه وتلك، إني أحترمك حين يمسح صوتك الصلف غبار الحلم عن عيني، وكم أضيق بك لأني أريد أن أنهي حلمي ولو في حلم، لا أريدك أن تتحلى عني، ولا أريدك أن تجرني وراء جموحك إلى الأبد، لا أعرف كيف أصبح صخرا قاسيا مثلك ولا أعرف كيف أصرخ في وجهك  اذهب إلى الجحيم وأتركني لحالي أعيش كما يعيش الناس ....    
 

mercredi 17 avril 2013

أريد أن أتزوج


قال أريد أن أتزوج كأنما يخاطب نفسه في لحظة صراحة عابرة وأحجم برهة يفكر ثم تساءل في في نوع من التسليم ولكن أين تلك  التي سترفع معك التحدي وتحمل معك أثقال الحياة إلى نهياة المشوار ثم جعل يدير الأفكار في رأسه وينظر إلى حاله نظرة هادئة خالية من أي تعاطف مع الذاة، فلاحظ أنه لا يستحق ذلك النمودج الذي يصبو إليه واعترف لنفسه بذلك بشجاعة الأبطال وابتسم من أعماق قلبه دون أن ترتسم أثار تلك الابتسامة على وجهه كأنه يكتشف شيئا جديا في حياته والحقيقة أنه كان يكتشف شيئا جديدا فعلا أو على الأصح كان يقدم على فعل جديد في حياته لم يسبق أن أقدم عليه، فهو الآن يفكر في نفسه ويخضعها لمحاكمة عسيرة لا ترحم وينظر إليها من خلال تلك العين الناقدة التي خصصها في مضى للآخرين فقط، هاهو الآن يضع نفسه أمام المنظار ويشرحها بقلب باردة وأحاسيس جامدة كأنه يحاكم شخص غريب من عامة الناس لم يعرفه من قبل ولم يعرف له على نفسه حق وربما شعر اتجاهه بنوع من التشنج فقسى عليه أكثر مما كان سيفعل مع شخص من عامة الناس، واسترسل في عمله لا تأخده رحمة ولا شفقة وانهال على نفسه بسيل غريب من الأسئلة، من أكون أنا حتى تكون لي تلك التي أراها نمودجا رائعا للمرأة الإنسانة الرقيقة المحبة المخلصة الوفية المستعدة لرفع التحديات ومواجهة الحياة بالحب والعطاء، ما الذي يميزني عن الناس كي يكون حلمي على هذا القدر الوفير من الجمال وتكون عيون حلمي على هذا المستوى من السحر الطبيعي الخلاب، وهل أنا رقيق محب مخلص وفيّ مستعد لرفع التحديات ومواجهة الحياة بالحب والعطاء هل أنا ذلك الشاب المثالي الذي يناسب هذا المثال الخلاب الذي أتمناه بكل قوة قلبي، لا شك أنني لست كذلك بل لا شك أني بعيد عن ذلك بعدا سحيقا فلما لا أكف عن هذا الحلم المتعب وأكتفي بما هو موجود وما يناسني أنا الحقيقي وليس أنا الخيالي الذي أرسمه لنفسي فالفرق بيننا شاسع جدا...

واجتاحته موجة امتعاض شعر بمرارتها في لعابه وجعل يزدري هذه الأنساق الانسانية الغريبة التي تجعل الناس يتناسون أنفسهم ويتاسمحون مع نقصهم ونواقصهم ويصرفون النظر عنها وينطلقون في أحلام متطرفة لا ترحم ضعف الآخرين ولا تقدر نقصهم البشري و تطالبهم بالكمال الخلقي والأخلاقي ولا تلتمس لهم عذرا في ذلك، ولعن في نفسه الأحلام وساوره اقتناع داخلي أنها السبب الوحيد وراء تعاسة الأنسان وتعبه وسلم أنه لو كانت أحلام الناس على قدر طاقتهم لكانت الحياة سلاما مستمرا وراحة لا تنقطع....

ولكن هذه هي طبيعة الانسان فلما يثقل صدره بهذه الخواطر المزعجة، فليستسلم إلى طبيعته وينقاد كما تعود أن ينقاد في حلمه الجميل الرائع، فليضرب عرض الحائط هذا المنطق الصارم ولينسى نفسه وليطير مع حلمه، في النهاية ما هو إلا حلم وما دام كذلك فيكن جميلا كجميع الأحلام جميلا كاملا، وراح يسترد ميزاجه الحالم وطبيعته المتفائلة، وشعر بحركة متحفزة تهز صدره هزا وتثير فيه أمواجا حارة متأججة، وكان حلمه يبدو قريبا مبتسما جميلا رائعا متوازنا محبوبا في كل شيء،محبوبا إذا ابتسم في براءة وغفلة الأطفال، محبوبا إذا توردت زهرات الحياء على وجنتيه إذا أحس عينا تتشرب تلك الابتسامة وقعت عليه، محبوبا إذا أسدل رموشا على عيون ومشي ينظر إلى الطريق أمامه، محبوبا إذا غاب عن ناظريه، محبوبا محبوبا محبوبا قالها في خواطره العميقة ثلاث مرات وأقنع نفسه أن لا يضيف إليها أي شرط  بل يجب أن يقول محبوبا ويصمت محبوبا بلا شرط وقيد بلا زمان ولا مكان ولا حركة محبوبا وكفى ...
وساوره ذلك الخاطر من جديد ولكنه أسر أن ينتصر لحلمه هذه المرة وتساءل في إصرار ما الذي ينقصني ؟ فأنا شاب جامعي مثقف لم يبقى إلا عام واحد ونصف العام على تخرجي من كليتي وسأخرج للعمل إن شاء الله في هذه الظروف الأزموية ولكن يخامرني شعور غامض أنني سأجد لنفسي عملا محترما  يدر على ما يمكنني أن أبني به أسرة محترمة تتوفر على كل شروط الحياة البسيطة الكريمة المطمئنة ثم أتطور فيه خطوة خطوة إلى أن أصبح رجل أعمال كبير له نفوذ واسع وسمعة طيبة وسأصنع نمودج رجل الأعمال النافد الملتزم أخلاقيا الذي يفعل الخير ما استطاع إلى ذلك سبيلا ويعين الناس ما أمكنه ذلك، وأنا وقور وذو شخصية مبنية على أسس متينة وعلى قدر من الخلق يجعلني مقبولا زد على ذلك أني كامل الصحة والحمد لله ومن غير تواضع على قدر من الوسامة إن لم أقل وسيم ـ قالها وابتسم قليلا من سخافته ولكنه أصر أن ينتصر لحلمه ـ يجعلني محبوبا بالإضافة إلى أنني أنيق مهندم خفيف الدم طريف الحديث والناس من حولي يحبونيني ويحبون حديثي والله العظيم أصدقائي في الدراسة يحبونني ويقسمون على ذلك ويحبون دعابتي وطرافتي أحاديقثي، وسأضر لمدح نفسي مرة أخرى إذا أقول أنني ذو قلب ذكي يفهم الناس وينسجم في مشاعرهم بسرعة وينجح غالبا في خلق جو من الود مع الناس من مختلف الأجناس والألوان والطبقات والهوايات والصناعات فمن الطبيعي إذا أن يكون حلمي جميلا ومن الطبيعي أن أستحق هذا الحلم الرائع عن جدارة ...
ولاحظ أنه لا يملك حاليا إلا حلمه الجميل فقال يطمئن نفسه  ليس هناك وقت مثالي للزواج وإنما يأتي ذلك الوقت حينما تتوفر الظروف الملائمة وينضج الحل وهز رأسه مصدقا بل وصدق بكل جوارحه وأقسم أن لا يشك أنه هو ذلك الشخص نفسه الذي تكلم عنه